للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجميلة، وما كان عليه من الأحوال الجليلة، وله من الخلفاء الذين توفي وهو عنهم راض عشرون خليفة، الكل منهم عظيم الأسرار، وبالتحقيق نال المنازل الشريفة، وعلى كل حال فاستيفاء أحواله يكاد أن يعدّ من المحال، لأن أولياء الله تعالى لا يمكن حصر أوصافهم لما وهبهم الله تعالى من فيض فضله، وإنما ذلك قطرة من بحر أو ذرة من بر.

وقد اطلعت بعد ذلك على جملة من أسماء مؤلفاته، منها: المقامات في الحقيقة الأولى: سماها "المقامة الرومية والمدامة الرومية"، والثانية "المقامة العراقية والمدامة الإشراقية"، والثالثة "المقامة الشامية والمدامة الشافعية"، والرابعة "الصمصامة الهندية في المقامة الهندية"، وهي أعنى هذه المقامات في أعلى مقام البلاغة، وأتم نظام الفصاحة، ولقد مدح بعضها الأديب المرعى الشيخ عبد الله بن مرعي، فقال:

قضت رومية البكريّ أن لا … تضاهيها مقامات الحريري

فهذي درّة الغوّاص تدعى … وأين الدرّ من نسج الحرير

ولقد أجاد سيدي يوسف الحفني، حيث قال:

تقول مقامات الحريريّ إن رأت … مقامة هذا القطب كالكوكب الدري

تضاءل قدري عندها ولطائفي … وأين ثرى الأقدام من أنفس الدر

فهذي لأهل الظرف تبدي ظرائفًا … وللواصل المشتاق من أعظم السر

فكيف ومنشيها فريد زمانه … أجلّ همام قال نوديت في سري

و"بلغة المريد ومنتهى موقف السعيد" نظمًا، و"ألفية في التصوف"، وكل ذلك في آداب الطريقة العلية، ومن تآليفه رضي الله عنه: "تشييد المكانة لمن حفظ الأمانة"، و "تسلية الأحزان وتصلية الأشجان"، و"رشف قناني الصفا في الكشف عن معاني التصوف والمتصوف والصفا"، و"المدام البكر في بعض أقسام الذكر"، و"الثغر البسام فيمن يجهل من نفسه المقام"، و"الكأس الرائق

<<  <  ج: ص:  >  >>