صد عني فرد التثني لأني … في هواه ما زال كلي يصبو
وتمادى في الهجر يبدي دلالا … وجواد الوداد لم يك يكبو
ليت ذا قبل أن يذيق لماه … في حماه وقبل شوقي يربو
منّ بالوصل ثم أعرض عني … سلوة قطعه العوائد صعب
فتطلبت سلمه دون حرب … حيث قلبي ما مسه عنه قلب
فانثنى نافرًا وزاد تجني … هكذا هكذا الغزال المحب
وبهذا تمّ الغرام ووجدي … ثار والشوق ناره ليس تخبو
ولصبري فقدت من فرط كتمي … ما على فاقد التصبر عتب
ولمن قد هويت ذكرت أشدو … قول صب ذاق النوى وهو خطب
ما جزا من يصدّ إلا صدود … وجزا من يحب إلا يحب
وقال مخمسًا:
يا فريد الجمال لا تجف صبا … صب دمع العيون كالسحب صبا
لم يمل قلبه إلى الغير قلبا … غائبًا في الشهود ما زال حبا
لمعاني بهاء حسنك يصبو.
لا وحق الجمال يا نور عيني … ما حلا غيركم لقلبي وعيني
وجلال جلا غياهب غيني … ووصال الوصال من عين عيني
ما جزا من يحب إلا يحب.
وقال أيضًا:
ما هبّ من نحوكم نسيم صبا … إلا وقلب الفتى إليه صبا
ولا سرى حادي لأرضكم … إلا وأذكي بمهجتي لهبا
ولا شدا مطرب بقربكم … إلا براني وجدا بكم إربا
ولا دنوتم لناظري زمنًا … إلا ونادى المشوق وأطربا
ولا تذكرت عيشة سلفت … بالخيف إلا وصحت: واحربا
ولا تحدثت عن وصالكم … إلا وأجريت أدمعي سحبا