على دأبهم حالتي ورباعياته مشهورة مرغوبة، وقد جمعها في سفر مستقل، وهي في التركية، كرباعيات سديد الدين الأنباري في العربية، وعمر الخيام في الفارسية، إليها النهاية في القبول والتحسين، وعليها المعوّل في لطف النكات والمضامين.
وبالجملة: فآثاره كلها لطيفة، وأخباره جميعها ظريفة، وقد ذكره ابن نوعي، فقال في ترجمته: الفنون الرائقة إلى أن أحرز المرتبة اللائقة، ثم تحرك على معتاد أرباب الاستعداد، فانحاز إلى المولى شيخ الإسلام سعد الدين، ولازم منه، ثم درس ابتداء بمدرسة حاجة خاتون بأربعين عثمانيًا.
ثم ولي مدرسة محمد أغا برتبة الخارج في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، ثم ولي مدرسة أبواب في جمادى الآخرة سنة ثلاث بعد الألف، ثم ولي إحدى الثمان في المحرم سنة خمس بعد الألف، ثم ولي مدرسة السلطان سليم القديم في شهر ربيع الأول سنة ثمان، ثم ولي السليمانية في ذي الحجة من هذه السنة، ثم ولي الخفافية في شعبان سنة عشر، ثم ولي قضاء "الشام" في رجب سنة إحدى عشرة، ثم ولي قضاء "مصر" سنة ثلاث عشر وفي زمن قضائه بها، وقعت فتنة محافظها إبراهيم باشا، وقتله العسكر، فعزل لتقصيره في تلافي الفتنة.
ثم ولي قضاء "بروسه" في شعبان سنة خمس عشرة، وفي أيام قضائه بها تسلط ابن قلندر الخارجي عليها، وحاصرها، وحرق بعض أماكنها، فعزل عنها بعيد ذلك، ثم ولي قضاء "أدرنه" في شهر ربيع الآخر سنة عشرين، واتفق أنه عزر قاضيًا مجهولًا، فاجتمع عليه جماعة أزعجوه بالمكالمة والمخاصمة، فنقل في شعبان من هذه السنة إلى قضاء "دمشق".
قال الحسن البوريني في بعض مجاميعه: ووقع في قضائه يوم الخميس، خامس عشر شعبان، سنة إحدى وعشرين وألف أن رجلًا كان نصرانيًا من