للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قرية "صيدنايا" من نواحي "دمشق"، فأسلم، وأتى إلى مجلس قاضي القضاة، مسلمًا من مدة تزيد على عشرة أعوام، وختن، ثم أتى في التاريخ المذكور إلى نائب صاحب الترجمة أولًا، وألقى عمامته، وصرح على نفسه بالكفر، فأرسله النائب إلى قاضي القضاة، يعني صاحب الترجمة، فاستفهم عن حاله، واستنطقه، فصرح بما قاله، فقال القاضي: لعل لك شبهة دينية أو ظلامة دنيوية، فإن رغبت في المهلة أمهلناك، وتوقفنا إلى التأمل بما في هناك، فأبى إلا التعجيل بروحه إلى الهاوية، وقال: إنه لا يرغب إلا في الغاوية، وصرح بأنه في مدة اتصافه بالإسلام لم يوصف بصلاة ولا زكاة ولا صيام، وكان يبادر إلى طلب النار، ويستعجل إلحاق بأهل دار البوار، فكتب القاضي ما يستحقه من القتل بالتعجيل، وأرسل الصك إلى الحافظ الوزير الجليل، فأمضى فيه السيف الماضي، امتثالًا لما به الشرع الشريف قاضي، وذهب شقيًا إلى نار الجحيم.

ورأيت بخط الأديب عبد الكريم الطاراني أنه كان لصاحب الترجمة ولد، اسمه أحمد، وكان في غاية النجابة والحذق والكمال والمعرفة.

توفي في "دمشق" في ليلة الجمعة، ثاني عشر ذي القعدة، سنة إحدى وعشرين، وقد نظمت الأدباء تواريخ كثيرة لوفاته، فمنهم: الشيخ محمد الحتاني، وأبياته هى هذه:

لم يعد ما فات يومًا كمد … والأسى عند الأسى قد يحمد

كل مخلوق قصاراه الفنا … إنما الباقى الإله الصمد

رحم الله شهيدًا عمره … كان كالأحلام منه الأمد

قلت إذ ناداه مولاه إلى … جنة فيها نعيم سرمد

نطق خير هو أم تاريخه … فر في جنات عدن أحمد

<<  <  ج: ص:  >  >>