بَينهَا؟ قَالَ: إِذا كملت مطالعتي لَا أخاف أحدا كَائِنا من كَانَ، وَإِذا لم أكملها أخاف كل أحْد، قَالَ الْمولى الْوَالِد: إنه كَانَ لا يتكلم بِلَا مطالعة أصلا.
نقل الْمولى الْوَالِد عَنهُ أنه قَالَ يَوْمًا: إن الْعُلُوم على ثَلَاثَة أقسام، قسم مِنْهَا مَا يُمكن تَقْرِيره وتحريره، وَهُوَ الْمَكْتُوب فِي المصنفات، وَمِنْهَا مَا يمُكن تَقْرِيره، وَلَا يجوز تحريره، وَهُوَ الْجَارِي عِنْد المباحثة، وَمِنْهَا مَا لا يمكن تَقْرِيره وَلَا تحريره، قَالَ: قلت: وأي علم لَا يُمكن التَّعْبِير عَنهُ؟ قَالَ: مَا لا يمُكن التَّعْبِير عَنهُ لدقته إلا إذا حصل لأَحَد تِلْكَ الْحَالة الذوقية، فيتكلم مَعَه فِيهِ بالإيماء والإشارة لَا بِصَرِيح الْعبارَة.
وَحكى عَنهُ أيضا أنه قَالَ: ذهبت يَوْمًا إلى الْوَزير الْمَذْكُور، وَجَلَست عِنْده، وَفيِ جَانِبه الآخر خير الدّين المهزول، وأراد بِهِ الْمولى خواجة خير الدّين معلم السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، قَالَ: ثمَّ جَاءَ ابْن أفضل الدّين، فَجَلَسَ عِنْد خير الدّين، وأنف أن يجلس عِنْدِي، فتكدرت عَلَيْهِ لذَلِك، قَالَ قَالَ: ثمَّ جرى فِي الْمجْلس فضل السَّيِّد الشريف، واتفقا على أنه لَا يرد عَلَيْهِ اعْتِرَاض أصلا، قَالَ: قلت: إنه بشر، يُمكن أن يخطيء، وَلَكِن خَطؤُهُ قَلِيل، قَالَ: فأنكرا عَليّ، فَقلت: إنه يعْتَرض فِي "شرح المواقف" على الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ فِي قَوْله: إن علم الْكَلَام مُحْتَاج إلى الْمنطق، وَيَقُول: لَا يجترئ عَلَيْهِ إلا فلسفي أوْ متفلسف، يلحس من فضلات الفلاسفة، قَالَ: وَيذكر نَفسه كَلَام الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ فِي حَوَاشِيه على "شرح الْمُخْتَصر" بقوله: وَالْحق قَالَ: قلت: وَهَذَا خطأ صَرِيح، قَالَ: فاعترفا بِمَا نقلته عَن "شرح المواقف"، وأنكرا مَا نقلته عَن الْحَوَاشِي الْمَذْكُورَة.
قَالَ: قلت: إنه مَكْتُوب فِي نُسْخَتي فِي الصفحة الْيُمْنَى بعد أربعة أسطر، وَهُوَ اآان نصب عَيْني، قَالَ: قَالَ الْوَزير: عِنْدِي الْحَوَاشِي الْمَذْكُورَة، فَأمر بإحضارها، فأحضرت، وَكَانَ غَرَضه من ذَلِك أن لَا يُوجد فِيهَا، وَيظْهر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute