قَالَ: ثمَّ إني أجد تلك المسئلة فِىِ بعض الْكتب، وَأجِد أنه قد ذهب إلى كل مَا لَاحَ لي من الْوُجُوه وَاحِد من الأئمة، وَأجِد مَا رجّحته قد قيل فِيهِ، وَهُوَ الأصح، وَعَلِيهِ الْفَتْوَى.
قَالَ الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى: قلت حِين سَمِعت هَذِه الْحِكَايَة مِنْهُ: إن هَذِه مرتبَة عَظِيمَة، قَالَ: وَلَيْسَ لي فضل على سَائِر الْعلمَاء، إلا بِهَذِهِ، قَالَ الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى: قَرَأت عَلَيْهِ حَوَاشِى "شرح الْمُخْتَصر" للسيد الشريف، فَلَمَّا بلغنَا إلى مَبْحَث خَواص الذاتي، وَكُنَّا نسْمع أن لَهُ هُنَاكَ اعتراضات على السَّيِّد الشريف، قرر الْمولى تِلْكَ الاعتراضات، وَمَا قَدرنَا أن نتكلم عَلَيْهَا لقوتها.
ثمَّ قَالَ الْمولى الْمَذْكُور: وَهَذِه من الاعتراضات الَّتِي لَو كَانَ حَضْرَة الشريف فِي الْحَيَاة، وعرضتها عَلَيْهِ لقبلها بِلَا توقف، وَلَا أقل من الْقبُول بعد المباحثة، ثمَّ قَالَ: وَلَا تَظنن من كَلَامي هَذَا أني أدعِي الْفضل على حَضْرَة الشريف أوْ التَّسَاوِي مَعَه، فحاشا ثمَّ حاشا، إنه أستاذي فِي الْعُلُوم، لقد استفدت من تصانيفه، وَلَكِن كَانَ لَهُ همة صَادِقَة، وَلم يتخللها سوء المزاج وَلَا المناصب الأجنبية، وَلَقَد كَانَت معي تِلْكَ الهمة الصادقة، وَلَكِن تخللها سوء المزاج والمناصب الْأَجْنَبِيَّة، كالقضاء وَنَحْوه، وَلَو لم يتخللها هَذِه لَكَانَ لي شَأْن فِي الْعلم.
قَالَ الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى: هَذِه عِبَارَته بِعَينهَا، قَالَ: وَكَانَ يَقُول: مَا نظرت فِي كتاب أحْد بعد تصانيف حَضْرَة الشريف بنية الاستفادة، وَحكى الْمولى الْوَالِد أنه قَالَ: إني صَاحب إقدام وإحجام، قلت: مَا التَّوْفِيق