وأكرر كثيرا مَا فِي البال مَا أنشده بَعضهم وَقَالَ
ليَالِي اللَّذَّات سقيا لَك … مَا كنت إلا فَرحا كلك
عودى كَمَا كنت لنا أولا … نَحن إن عدت عبيد لَك
ثمَّ عَاد رَحمَه الله إلى مَدِينَة "أدرنه"، وانتقل بهَا إلى رَحْمَة الله تَعَالَى، وَدفن بِقرب زَاوِيَة الشَّيْخ شُجَاع، وَكَانَ ذَلِك فِي شهر محرّم من شهور سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة.
وَحكى بعض من أثق بِهِ من الإشراف أنه قَالَ كنت معتكفا عِنْده فِي بعض الأيام، وَلما صليت الصُّبْح جَلَست فِي الْمَسْجِد، مشتغلا بِالذكر، وَالشَّيْخ رَحمَه الله فِي الْجَانِب الآخر من الْمَسْجِد، مُتَوَجَّها إلى الْقبْلَة مراقبا، وَكَانَ يلاحظني بنظره الشريف أحيانا، ويلتفت إلي مرَارًا، فَبينا أنا على هَذِه الْحَالة إذ عرض لي انجذاب عَظِيم، وَتوجّه تَامّ، وَغلب عَليّ الوجد وَالْحَال، وَظهر لي أمور غَرِيبَة وآثار عَجِيبَة، كَادَت أن تذْهب بلبي، وَمن الله تَعَالَى فِي