للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعدَد، وَلَا يجوز إضافة الْعدَد إلى جمع الْمُذكر السَّالِم، فَلَا يُقَال ثَلَاثَة مُسلمين، فَلم يبْق إلا مئآت، لكِنهمْ كَرهُوا أن يَلِي التَّمْيِيز الْمَجْمُوع بالألف وَالتَّاء بَعْدَ مَا تعود الْمَجيء بَعْدَ مَا هُوَ فِي صُورَة الْمَجْمُوع بِالْوَاو وَالنُّون، أعني عشْرين إلى تسعين، فَهِيَ هَذِه قَوْله التَّمْيِيز بِالرَّفْع فَاعل يَلِي وَالْمَجْمُوع بِالنّصب مَفْعُوله، وَالْمرَاد من التَّمْيِيز اسْم الْمَعْدُود الَّذي هُوَ مُمَيّز الْعدَد، مثل رجل وَدِرْهَم، لأنه التَّمْيِيز بِحَقِيقَة، وبعد الأول مَعْمُول يَلِي وَمَا بعد بعد مَصْدَرِيَّةَ صلتها تعود، والمجيء بِالنّصب مفعول تعود فَاعله كِنَايَة التَّمْيِيز، وَالثَّانِي ظرف الْمَجيء، وَمَا بعده مَوْصولَة بِمَا بعده، (وَالْمعْنَي) أن الْعَرَب كَرهُوا أن يَجِيء التَّمْيِيز الَّذِي هُوَ اسْم الْمَعْدُود بعد الْعدَد الْمَجْمُوع، جمع الْمُؤَنَّث اللَّازِم على تَقْدِير جمع الْمِائَة بالألف وَالتَّاء، وأن يُقَال ثلاثمآتٍ رجل بعد كَون الْعَادة أن يَجِيء بعد العدد الَّذِي هُوَ فِي صُورَة الجْمع الْمُذكر مثل عشْرين رجلا إلى تسعين، وَيدل على كَون مَا قُلْنَا شرح قَوْله تصريحه فِي شرح قَوْله وَجمعه، وإنما لم يقل: وجمعهما، لأن اسْتِعْمَال جمع مائَة مَعَ مميزها مرفوض فِي الأعداد، لَا يُقَال: وثلاثمآت رجل تدبر.

وَقيل: أراد به الْمولى شمس الدّين، المشتهر بقاضي زَاده حلّ هَذَا الْمقَام على وَجه، يزِيل الإيهام، هُوَ أن النُّحَاة كَرهُوا أن يَلِي الثَّلَاث وأخواته التَّمْيِيز الَّذِي جمع بالألف وَالتَّاء بعد صيرورة مَجِيء التَّمْيِيز الْمُفْرد بعد الْعدَد الَّذِي هُوَ فِي صُورَة الِاسْم الْمَجْمُوع بِالْوَاو وَالنُّون عَادَة لَهُ، مثلا لا يُقَال: عشرُون مئآت، فَكَذَا لَا يُقَال: ثلاثمآت، فالعامل فِي بعد الأول أن يَلِي وَمَا بعده مَصْدَرِيَّة، وَالْعَامِل فِي بعد الثاني الميء وَمَا بعده مَوْصُوفَة أوْ مَوْصُولَة يرد عَلَيْهِ أنهم كَمَا لا يقولون عشرُون مئآت، لَا يَقُولُونَ كَذَلِك، أو هو فَاسد بأحد الْوُجُوه لفساد أصول الأعداد، وَهُوَ الْهَادِي إلى سَبِيل الرشاد. اهـ كَلَامه.

* * *.

<<  <  ج: ص:  >  >>