للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والضرب بالسيف، والطعن بالرماح، والفروسية، والمصارعة، خطَّاطا، جيّد الخطّ.

كان يكتب النسخ، والثلث، والرقاع بكمال الجودة، وكان يكتب القرآن الحكيم بيده، ثم يبعثه إلى الحرمين الشريفين، وحفظ القرآن في حياة والده في أيام الشباب.

وكان يقتفي آثار السنة السنيّة في كلّ قول وفعل، ويعمل بنصوص الأحاديث النبوية، وكثيرا ما يذكر الموت، ويبكي، ويكرم العلماء، ويبالغ في تعظيمهم، كان لا يحسن الظنّ بمشايخ عصره في بداية حاله، ثم مال إليهم.

ولم يزل يحافظ على الوضوء ويصلّي بالجماعة، ويصوم رمضان، ولم يقرب الخمر قط، ولم يقع في عرض أحد.

وكان يعفو، ويسامح عن الخطَّائين، ويجتنب الإسراف والتبذير، وبذل الأموال الطائلة على غير أهلها.

وكان كثير التفحّص عن أخبار الناس، عظيم التجسّس عن أخبار الممالك، وربما يغير زيّه ولباسه، ويخرج من قصره آناء الليل والنهار، ويطلع على الأخبار، ويستكشف الأسرار.

قال الآصفي: إنه وَصَل إليه يوما من القاضي بـ "جانبانير" رسول الطلب، وقد تظلم منه من يتجر في الخيل، فكما بلغه، وعلى ما كان عليه في حال الخلوة أجاب الرسول، وخرج ماشيا إلى مجلس القاضي، وجلس مع خصمه بين يديه، وادّعى التاجر عليه أنه لم يصله ثمن أفراسه، وثبت ذلك، وأبى التاجر أن يقوم من مجلسه قبل أداء الثمن، وحكم القاضي به، فمَكَث السلطان مع خصمه إلى أن قبض التاجر الثمن.

وكان القاضي لما حضر السلطان المحكمة، وسلّم عليه لم يتحرّك من مجلسه، وما كفاه ذلك، حتى أنه أمره أن لا يترفّع على خصمه، ويجلس معه،

<<  <  ج: ص:  >  >>