جي! قد سبق أن قلت لي وعليه مرّ زمان: سأعلّم ابنا لي الدراسة العربية، فما ذا تريد الآن، فقال: إني لأذكر ما قلت حقا، ولم أرد ما عداه، ليس فيه تبديل ولا تغيير، فقال المولوي عبد الله جان: إني أدلّك على مدرسة كبيرة جيّدة، وهي مدرسة مظاهر العلوم سهارنبور، وأنا من المطمئنّين والوافقين على منهج دراستها، ومديرها الشيخ عبد اللطيف، هو صديق لي، فأدخله فيها، فجهّزت لي الملابس، والحوائج الضرورية الأخرى لمدة أسبوع، ثم ارتحلنا من "مراد آباد" إلى "سهارنبور" سنة ١٣٤٩ هـ، ونحن جماعة قليلة من ثلاثة رجال، فوصلنا إلى مدرسة مظاهر العلوم، وقابلنا كلا من الشيخ عبد اللطيف، مدير المدرسة، وشيخ الحديث الشيخ محمد ذكريا، والشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، وغيرهم من الشيوخ الآخرين بكلّ من معاني المحبّة والإكرام والاحترام، فتأثرت بهم كثيرا، وسرّهم أن طالبا قدم من البيئة الإنكليزية ليأخذ العلوم الدينية، فعلى هذا قد حالفتني عنايات هؤلاء الشيوخ الصالحين المخلصين وتوجّهاتهم وأدعيتهم، وساعدتني في مرادي منذ أول يوم ما التحقت فيه بها، وأخذت قرأت "آمد نامه"، و"تعليم الدين"، و"تاريخ حبيب إله"، و"تيسير المبتدي" على الشيخ أمير أحمد الكاندهلوي، وهو لي أول أستاذ شفوق، دمت أتعلّم في المدرسة، وفي بيتي أيضا، كما تلقّيت كتابين أو ثلاثة كتب في العربية من الشيخ محمد زكريا القدّوسي في بيته، و"أنوار سهيلي"، و"إنشاء خليفه" من الشيخ عبد المجيد، رئيس هيئة التدريس في الصفوف الفارسية، و"ما مقيمان"، و"بوستان" من الشيخ أكبر علي السهارنبوري.
هذا إلى أني أخذت "جامع الصحيح" للإمام البخاري، و"سنن أبي داود" عن الشيخ محمد زكريا، والمجلد الثاني عن الشيخ عبد اللطيف، مدير المدرسة، و"سنن الترمذي"، و"ابن ماجه" عن الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، وأكثر من "سنن النسائي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي، و"صحيح