مسلم" عن الشيخ منظور أحمد خان، وبعضا من "سنن النسائي" عن الشيخ أسعد الله.
وكانت العنايات غير العادية من الشيخ محمد زكريا لا زالت على أيام التحصيل في مظاهر العلوم، إنما هي إلى يومنا هذا ينبهني على هيئتي بشفقة ولينة، وإذا رآني أو سمعنى أقوم بأمر متضادّ لتقاليد المدرسة، واتجاهاتها، فيبدي الكراهة منه، ويسدي لي النصيحة إنه رجل ممن أثروا عليَّ تأثيرا بالغا، كان في زملائي الخاصّة في الصفّ النهائي الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي، والشيخ إنعام الحسن الكاندهلوي، والشيخ أبرار الحق.
وبعد أن تخرّجت فيها عام ١٣٥٥ هـ عدت منها، وقرأت عدّة الكتب العقلية والنقلية على الشيخ عبد اللطيف الرحماني، رئيس القسم الديني في الجامعة العثمانية بـ "حيدر آباد"، وهو كان من العطوفين البالغين، صحبته لأعوام طوالا بغاية الحبّ غير العادي الذي حظيت به منه.
ولما انتقل إلى جامعة عليكره الإسلامية بوصفه رئيس القسم الديني للجامعة، فصحبته، واستمرّ التدريس هنا، ثم عنيت أستاذ القسم الديني في الجامعة الملّية الإسلامية بـ "دهلي" عام ١٣٦٣ هـ، وفي أواخر عام ١٣٦٤ هـ اخترت أستاذ العربية في كلية شعيب محمدية أنتر كالج، وفي سبتمبر ١٣٦٧ هـ، وتعينت بوصفي محاضرا في جامعة عليكره الإسلامية.
وإثر أن قمت بالتدريس هنا لمدة ثلاث سنوات سافرت إلى جامعة الأزهر بـ "القاهرة" بـ "مصر" لمزيد من التوسّع في العلم والمعرفة، وتم التحاقي بقسم التخصّص في الدعوة والإرشاد التابع لكلية أصول الدين فيها بسهولة جدا بشهادة الفضيلة لجامعة مظاهر العلوم سهارنبور، وما زلت أشتغل بالعلم فيها لسنتين ونصف، ثم رجعت منها حامل شهادتي العالمية وتخصّص الدعوة والإرشاد، وعدت إلى منصب جامعة عليكره الذي كنت عليه.