جدّه أبو إسحاق إبراهيم جاء إلى "دهلي" من "بغداد" في عهد السلطان شاه جَهَان، ثم رجع بعد تسع سنوات إلى "بغداد"، ثم عاد إلى "الهند"، فتوفي بـ "أورنك آباد" من بلاد "الدكن".
ثم دخل "الهند" ابنه السيد أحمد، جاء من "بغداد" إلى "دهلي" سنة ١٠٩٠ هـ في عهد السلطان عالمكير، وسكن بلدة "شاه آباد"، وتوفي بها، ودفن بمحلة "كتره"، وهناك قبره معروف.
ولد العلامة المفتي في رجب سنة ١٣٠٠ هـ في مدينة "شاه جهان بور" فِى محلة "ملاخيل"، سمي أولا خواجه حسن، ثم غَّير اسمَه بإشارة رجل عارف إلى مهدي حسن، تفرّسا منه بما يتفاءل بهذه التسمية من كونه على الهداية والاهتداء.
وقرأ القرآن الكريم على والده، وحفظ قدرا منه عنده، وأتم بقية الحفظ على غيره حين بلغ سنُّه إلى اثني عشر عاما.
وكذلك تعلّم مبادئ الكتب الفارسية على والده، وعلى أخيه الأكبر، وأمَّ في التراويح، وختم القرآن الكريم أول مرة في مسجد محلته حين بلغ من عمره خمس عشرة سنة، ثم دخل مدرسة عين العلم في بلده، وتلقى مبادئ كتب الصرف والنحو على أساتذة المدرسة، ومن أشهرهم: الشيخ عبد الحق باني المدرسة، كان من خلفاء الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي رحمه الله، وشيئا من كتب النحو والفقه على الشيخ المفتي كفاية الله الدهلوي، ولما انتقل الشيخ كفاية الله إلى المدرسة الأمينية بـ "دهلى" أرسله والده إليها، فقرأ كتب العلوم من الفقه والأدب الفارسي والأدب العربي، وكتب العلوم العقلية من المنطق والفلسفة، وكتب أصول الفقه، وكتب الحديث كلها على أساتذة المدرسة، وعلى الشيخ كفاية الله، حتى فرغ من دراسة كتب النصاب كله سنة ١٣٢٦ هـ، وأصبح مدرسا بالأمينية، وقرأ أطراف "البخاري"، و"جامع الترمذي" على شيخ العصر وشيخ الهند مولانا محمود حسن الديوبندي رحمه