كان والده قاضيًا بـ"العسكر المنصور"، بولاية "أناطولي".
وكان من عتقاء الوزير الأعظم رستم باشا، وقدْ جرى الاصطلاح عند الكتّاب أن من جرى عليه الرقّ، وكان مسلمًا، يكتبون في تعريفه فلانا ابن عبد الله، وكان والد صاحب الترجمة يكتب حسن بن عبد المحسن، وهو بمعنى المصطلح عليه مع زيادة الإحسان، وعدّ ذلك من حسن ذوقه.
وكان قد ولي قبل قضاء العسكر، وقضاء "الشام" مرّتين، وقضاء "مصر"، وقضاء "مكة"، وقضاء "قسطنطينية"، وحاز من الجاه والتقدّم والمروءة والكرم، ما فاق بسببه أبناء جنسه، وكان فيه يومه أحسن من أمسه، وقد مدحه شعراء "الديار الشامية"، و"المصرية"، و"الرومية"، بقصائد طنانة، وبالغوا في مدحه وشكره؛ فإنه كان - رحمه الله تعالى - ملجأ لكلّ قاصد، ومقصدًا لكلّ وارد.
ولد صاحب الترجمة في حدود الستين من المائة العاشرة.
واشتغل من صغره، ودأب، وحصّل.
وأخذ الفقه وغيره، عن الإمام العلامة بقية السلف، وبركة الخلف أبي السعود العمادي، مفتي الديار الرومية، وكان معيدًا عنده بمدرسة السلطان بايزيد خان، عليه الرحمة والرضوان.
وأخذ عن الفاضل العلامة قاضى العساكر المنصورة بولاية "أناطولي" محمد بن عبد الكريم.
= وترجمته في الكواكب السائرة ٣: ١١٦، ١١٧، وذكر أنه توفي في سنة خمس وتسعين وتسعمائة، ودفن شمالي تربة نور الدين الشهيد داخل دمشق.