وبآخر، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، وبعد أن أقام بها لمدة عاد إلى وطنه، وشدّ الرحال إلى "كانبور"، وتلقّى عدّة كتب من الشيخ السيّد محمد علي بن عبد العلي.
ثم أخذ عن الشيخ المفتي لطف الله في "عليكره"، كما اشتغل بالعلم في مدرسة حسين بخش بـ "دهلي" لفترة قليلة، ثم سافر إلى "سهارنبور"، وقرأ على الشيخ أحمد علي المحدّث السهارنبوري كلا من الصحاح الستة إلى "موطأ الإمام محمد" قراءة وسماعا، ونال شهادة الفضيلة، واستجاز يفيد مؤلّف "كتاب كلزار صوفيه"، كان الشيخ السيّد ديدار علي شاه، والشيخ بير مهر علي من زملاءه، وهؤلاء الثلاث كلّهم تلمّذوا على الشيخ أحمد على المحدّث السهارنبوري في زمن واحد مما يدلّ على أنه أخذ الصحاح عن المحدّث السهارنبوري عام ١٢٩٥ هـ، وبعد ذلك لازم الشيخ فضل رحمن الكنج مراد آبادي، وبايعه واستجازه في الحديث والمبايعة والإحسان والتزكية.
وبما أن أستاذه المحدّث السهارنبوري قال له مؤكّدا بالاشتغال والإكباب على تدريس العلوم الدينية يدعو له بالخير والسعادة والبركة، فقضى طول حياته يدرّس ويفيد، حيث بقي على منصب رئيس هيئة التدريس في المدرسة الحنفية بحارة بخشي لمدينة "بتنه" إلى طويل من الزمان، فاحتظّ، وتشرب معطيات علمه وفضله البالغ خلق كبير، إلى جانب ذلك قام بتدريس الحديث الشريف في مدينة "بيلي بهت"، وخرّج كثيرا من العلماء والفضلاء والرجال المعروفين، وزيّن أول مرة "سنن النسائي" بتحشيته الفائقة، ثم قام بتصحيح أخطأ "شرح معاني الآثار" للطحاوي، وحلاه بتعليقات وتوضيحات مفيدة منه.