يذكر الشيخ محمد أحمد القادري في كتابه "تذكره علماء أهل السنة بريلي" قائلا في انشغاله بالعلم والفضل والأدب وفي أوصافه وأحواله:
قد عاش أربعين سنة من عمره يدرّس الحديث النبويّ غير العلوم والفنون الأخرى، وكان لتدريسه للحديث شهرة طيبة، قد طبقت أقصى البلاد والأماكن، وكان عاطشوا العلوم الدينية بعد أن يتلقوها في كلّ من مدينة "دهلي" و"سهارنبور" و"كانبور" و" رامبور" و"جونبور" و "عليكره" يؤمّونه، ويأخذون عنه الحديث، يدرّس الحديث بعد صلاة الفجر إلى الظهر، ثم من الظهر إلى منتصف الليل أو أكثر من ذلك أحيانا، وكان دائم الوضوء خاصّة خلال درسه، ولما ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم يتوقف قليلا، الأمر الذي يدلّ على غاية حبّه وشدّة ولوعه في النبي صلى الله عليه وسلم.
كان كثير التواضع، ونكرات الذات، وسذاجة الطبع، والمزاج، رجلا صالحا متحفّظا بسلوكه، ساذج الملبس والمأكل والمشرب، ذا محبة مفرطة، ومودّة زائدة في الطلاب، يعاون الفقراء والمحتاجين من الطلاب معاونة مالية، ويتعاطف مع عامة المسلمين ويؤاسيهم، وكان شديد البغض والنفور من التكبّر والخيلاء، والغيبة، وغيرها من السيئات، وذا علاقة وطيدة، خاصه بالتصوّف، ولكنه بعيدا أو مجتنبا دائما عن حياة الزواية والزهد في الدنيا، يتعلّق قلبه بالمسجد والمدرسة تعلّقا أكثر من غيرهما، ويعتبر المواظبة والمداومة على السنّة النبوية أكبر كرامة.
فهذا المذكور وهو جانب واضح من حياته، قد حكاه محبّوه ومنتسبوه وذووه، وأما جانب آخر من حياته مما يتعلق بشدّته وغلظه في الطبع والمزاج