للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكلُّ مَن شَغلتْه الغانياتُ عن ال … أغن أشغالهُ عندي بَطَالاتُ

حُبُّ المِقَرْطَق لا حُبُّ المقَنَّعِ لي … بالرُّوحِ فيه وبالدُّنْيا مُغالَاةُ

ظَبْيٌ من التُّركِ إلَّا أنَّ أعيُنَهُ … مُهَنَّداتٌ لها بالرُّوحِ فَتْكاتُ

من الخَطَا مَا خطَا إلَّا ودَاخَلَه … بالقَدِّ عُجْبٌ وللأغْصَانِ شمْاتُ

ما اهْتَزَّ إلَّا وَبزَّ الناسَ أنْفُسَهُم … وهكذا شَأنُهُنَّ السَّمْهَرِيَّاتُ

حَذارِ يا قلبُ من ألحاظِه فلها … سِهَامُ حَتْفٍ لها بالقلْبِ رَشقاتُ

ولا يَغُرَّك ما يُخْطِي كن يقِظًا … ففي سِهَام الخطَا تُلْفَى إصَابَاتُ

عذارُهُ حُجَّةٌ بالعُذْرِ فائمةٌ … بها لقاضى قُضاةِ الحُسْنِ إنباتُ

مِسْكٌ على طِرسِ كافُور به كتبَتْ … يَدُ البَدِيع ولِلْبَارى احْتِكاماتُ

أوْ جنَّةُ الحُسنِ حَوْلَ الخدِّ قد نَبَتتْ … والخَدُّ نارٌ وما للنارِ إثْباتُ

للهِ ما قد رَأتْ عَيْناىَ من عَجَبٍ … نارٌ بها نَبَتَتْ لِلآسِ جَنَّاتُ

كأنَّ أصْدَاغَهُ للهَائمينَ بها … سُودُ العقاربِ أو للعَطْفِ وَاوَاتُ

والبَدرُ طَلْعَتُه والليْلُ طُرَّتهُ … إذْ كان للوَصْلِ في أخراهُ ميقاتُ

وقبلَهُ ما رَأتْ عَينِي ولا سمعَتْ … أذني بليلٍ بهيمٍ فيه قمراتُ

كأنما خالُهُ تحت العِذارِ فتىً … قد زمَّلتْهُ ثِيَابٌ سُنْدُسيَّاتُ

أو بُلبُلٌ برِياضِ الخدِّ مُسْتتِرٌ … مِن خارج اللَّحْظِ أخْفَتْهُ المخَافاتُ

أو سَارقٌ في ظلامِ الليل أمَّ إلى … كُنوزِ ثَغْرٍ بها تُلْفَى السعَاداتُ

أو راهبٌ يَقْرأ الإنجيلَ مِن صُحُفٍ … ما في الحواشِي بها للخطِّ غَلْطَاتُ

سُلطَانُ حُسْنٍ أعَزُّ الناسِ دَانَ له … إلا الروادِفَ فهْىَ الخارِجياتُ

على القلوبِ خَفيفاتٌ على ثِقَيلٍ … فِتيهِنَّ فهْىَ الخاتُ الثقيلاتُ

للهِ أوقاتُنا اللَّاتِي مَررْن وفي … حَالِ الحقيقة يا هذا حَلَاواتُ

نَضُمُّ فيهنَّ أغْصَانَ القدُودِ كما … ضَمَّتْ حُنُوًا على الطفلِ الحَنُوناتُ

<<  <  ج: ص:  >  >>