وكلُّ مَن شَغلتْه الغانياتُ عن ال … أغن أشغالهُ عندي بَطَالاتُ
حُبُّ المِقَرْطَق لا حُبُّ المقَنَّعِ لي … بالرُّوحِ فيه وبالدُّنْيا مُغالَاةُ
ظَبْيٌ من التُّركِ إلَّا أنَّ أعيُنَهُ … مُهَنَّداتٌ لها بالرُّوحِ فَتْكاتُ
من الخَطَا مَا خطَا إلَّا ودَاخَلَه … بالقَدِّ عُجْبٌ وللأغْصَانِ شمْاتُ
ما اهْتَزَّ إلَّا وَبزَّ الناسَ أنْفُسَهُم … وهكذا شَأنُهُنَّ السَّمْهَرِيَّاتُ
حَذارِ يا قلبُ من ألحاظِه فلها … سِهَامُ حَتْفٍ لها بالقلْبِ رَشقاتُ
ولا يَغُرَّك ما يُخْطِي كن يقِظًا … ففي سِهَام الخطَا تُلْفَى إصَابَاتُ
عذارُهُ حُجَّةٌ بالعُذْرِ فائمةٌ … بها لقاضى قُضاةِ الحُسْنِ إنباتُ
مِسْكٌ على طِرسِ كافُور به كتبَتْ … يَدُ البَدِيع ولِلْبَارى احْتِكاماتُ
أوْ جنَّةُ الحُسنِ حَوْلَ الخدِّ قد نَبَتتْ … والخَدُّ نارٌ وما للنارِ إثْباتُ
للهِ ما قد رَأتْ عَيْناىَ من عَجَبٍ … نارٌ بها نَبَتَتْ لِلآسِ جَنَّاتُ
كأنَّ أصْدَاغَهُ للهَائمينَ بها … سُودُ العقاربِ أو للعَطْفِ وَاوَاتُ
والبَدرُ طَلْعَتُه والليْلُ طُرَّتهُ … إذْ كان للوَصْلِ في أخراهُ ميقاتُ
وقبلَهُ ما رَأتْ عَينِي ولا سمعَتْ … أذني بليلٍ بهيمٍ فيه قمراتُ
كأنما خالُهُ تحت العِذارِ فتىً … قد زمَّلتْهُ ثِيَابٌ سُنْدُسيَّاتُ
أو بُلبُلٌ برِياضِ الخدِّ مُسْتتِرٌ … مِن خارج اللَّحْظِ أخْفَتْهُ المخَافاتُ
أو سَارقٌ في ظلامِ الليل أمَّ إلى … كُنوزِ ثَغْرٍ بها تُلْفَى السعَاداتُ
أو راهبٌ يَقْرأ الإنجيلَ مِن صُحُفٍ … ما في الحواشِي بها للخطِّ غَلْطَاتُ
سُلطَانُ حُسْنٍ أعَزُّ الناسِ دَانَ له … إلا الروادِفَ فهْىَ الخارِجياتُ
على القلوبِ خَفيفاتٌ على ثِقَيلٍ … فِتيهِنَّ فهْىَ الخاتُ الثقيلاتُ
للهِ أوقاتُنا اللَّاتِي مَررْن وفي … حَالِ الحقيقة يا هذا حَلَاواتُ
نَضُمُّ فيهنَّ أغْصَانَ القدُودِ كما … ضَمَّتْ حُنُوًا على الطفلِ الحَنُوناتُ