كِمْ جَلَا مُشْكلًا وحَلَّ عَويصًا … وكفَى مُعْضلًا وأطْفَى أواما
يا بديع البيانِ مَنْطِقُك العَذْ … بُ المعَاني فاق العُقودَ نِظامَا
وإذا مَا نَثَرْتَ دُرًا تَمَّنَتْ … زُهْرُ الأفْقِ أن تكون كَلامَا
حُزْتَ مَجدًا وسُؤددًا وعَفافًا … وافْتِخارًا ورِفعَةً ومَقامَا
ألِفَتْ كفُّكَ المكَارمَ حتى … فُقْتَ كلّ الوَرى وفُقتَ الكِراما
فُقْتَ مَعْنًا بَدلًا وسَحْبانَ نُطْقا … وحَبيبا شِعْرًا وسُدْت عِصَامَا
وأخذتَ العُلُومَ عن خيرِ أصْلٍ … لِسِمَاكِ السَّمَا غدَا يتَسامَى
قد حَوى المجْدَ والكَمالَ جميعًا … وامتطَى غاربَ العُلى والسَّناما
وهْوَ أعْلى الوَرَى مَقامًا وأوْفا … هُم عَطَاء جمّا وأرْعَى ذِمَامَا
يَا رَفيعَ الجَناب يا حَسَنَ الوَصْ … ف ويا مَن فاق الورى إعظاما
عِش قريرًا بفَرْعِك الشامِخِ الأصْ … لِ ولازِم شُكْر الإلهِ دَوَاما
واقبَلَنْ بنت ليلةٍ منك جاءتْ … تتمَنى قَبُولهَا إنْعَامَا
وأتَتْ تلثَمُ التُرابَ وتُهْدِي … لك مِنِّي تحيَّةً وسَلامَا
فتجاوَزْ عنها بحِلْمِكَ واسْلَمْ … مَا شَدا بُلبُلٌ وفاحَ خُزامَي
وقد مدحه العبد الفقير إلى الله تعالى، جامع هذه "الطبقات"، بـ "قصيدة تائية"، عندي أنها من الشعر الجيّد أو المقبول، وإن لم تكن عند الغير كذلك؛ فقد شرفتْ بمن قيلتْ فيه، ونُظمتْ لأجله، كما قلت في هذا المعنى:
والشعرُ قد يُرزقُ سعدًا بمَنْ … قد قالهُ أو قِيلَ في حَقِّهِ
وهي هذه:
لي في الغرام بمن أهوى صَبَابَاتُ … لهَا نهِايات من يَهوى بِداياتُ
وكُلُّ صَبٍّ لهُ في الحبِّ مَرْتَبةٌ … لي فَوْقَها رُتَبٌ فيه عَلِيَّاتُ
بقَدْر مَن عاشَق العُشَّاق منزلهم … وفي الجمَال لمنْ أهْوى مَزِيَّاتُ