يَقُولون بالفَضْلِ المناصبُ أعْطِيَتْ … فقلتُ نَعَمْ لكن بفضْكِ الدَّراهِمِ
وقد مدحه كثير من شعراء عصره، وأطنبوا في مدحه وشكره، ومنهم بل من أجلّهم، الشيخ الفاضل العلامة عماد الدين بن عماد الدين الدمشقي الحنفي، مدحه مكاتبةً بقصيدة، قالها في ليلة واحدة، وأرسلها إلى حضرته الشريفة، في سنة ثمانين وتسعمائة، وهي هذه:
هَل لصَبٍّ قَدْ هَامَ فيك غَراما … رَشْفَةٌ مِن لَماكَ تَشْفِي السَّمامَا
يا هِلالًا تَحْتَ اللثامِ وبَدرًا … كامِلًا عندَ مَا يُمِيطُ اللثَامَا
وغَزالًا منهُ الغَزَالة غَابَتْ … عندَ مَا لاحَ خَجْلةً واحْتِشامَا
وبأوْرَاقِها الغُصُونُ توارَتْ … منهُ لما انْثَنى وهَزَّ قَوامَا
لكَ يا فاترَ اللواحظ طَرفٌ … فَتْكُهُ في القلوبِ فاقَ الحُسامَا
ذَابِلٌ وهْوَ في الفؤادِ رَشيقٌ … ناعِسٌ أحرمَ الجفون المِنَاما
ومُحبًا سَبى بنَمْلِ عِذارٍ … زُمَرَ الحُبِّ عندَ مَا خطَّ لَامَا
عَجبًا مِن بَقاء خَالِكَ في الخَدِّ … ونيرانُهُ تَؤُجُّ ضِراما
ومن الفرع وهو فوقَ جَبين … مُخجِلِ الشَّمْسِ كيفَ مَدَّ ظَلامَا
يا بديع الجمَالِ يا مَالِكَ الحُسْنِ ترَفَّقْ بمن
غدَا مُتَها عبدُ رقٍّ مَا حال عنك لِواشٍ … نَمَّق الزُّورَ في هَواك ولَاما
كم بَكَى طَرْفُهُ إليكَ اشتياقًا … وقضى بالبُكَاء عَاما فعَامَا
شاعَ في الناسِ حُبُّهُ لكَ لَّما … بَاحَ وَجْدا وحُرْقةً وهُيَامَا
مثل مَا شاعَ أن أحمد مولا … نا بديع الزمانِ أضحى الإماما
واحدٌ صَحَّ فيه جَمْعُ المعَاني … مُفرَدٌ قدْ حوى الكمال تَمامًا
وبه للعُلوم شأوٌ رفيعٌ … شامِخُ المِجْدِ للسماء تسامى
وهو في حلبة السِّباق مُجَلٍّ … ومحل لكُلِّ أمرٍ تَعَامَى