وَقيل: إنه مَاتَ، قَالَ: لَا إنه سيموت بعدِي، وسيصلي عَليّ، وَكَانَ كَمَا قَالَ.
وَمن جملَة أحواله: أن الْوَزير يري باشا بنى زَاوِيَة فِي مَدِينَة "قسطنطينية"، وَكَانَ الشَّيْخ جمال خَليفَة شَيخا فِي تِلْكَ الزاوية، وَحضر الْوَزير يري باشا فِي لَيْلَة من ليَالِي شهر ربيع الأول لاستماع كتاب مولد النَّبِيِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَحضر هُنَاكَ كثير من الْعلمَاء وَمن الْمَشَايخ، وَمن جُمْلَتهمْ السَّيِّد ولايت الْمَزْبُور، وَجلسَ هُوَ في صفة خَارج الْمَسْجِد، وَنحن عِنْده، فَأَطْرَقَ رَأسه زَمَانا مَلِيًّا مراقبا، ثمَّ رفع رَأسه، وَقَالَ: علمت الآن بطرِيق الْكَشْف، وأنه كشف صَرِيح بِأَن هَذِه الزاوية ستصير مدرسة بعد وَفَاة الشَّيْخ جمال خَليفَة، وأنها لَا تعود زَاوِيَة أبدا، وَكَانَ كَمَا قَالَ.
وَله أمثال هَذِه الأحوال حكايات، تركناها، خوفًا من الإطناب، قدّس سرّه.