قلت: أعظم منك مصيبة من جالسك في صغرك بعد ما جالس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال: فسكت.
قال علي بن خشرم: أخبرني يحيى، قال: صرت إلى حفص بن غياث، فتعشينا عنده، فأتى بعس، فشرب، وناول أبا بكر بن أبي شيبة، فشرب، وناولني.
قال: فقلت: أيسكر كثيره؟
قال: إي والله، وقليله.
فتركته.
وروى: أبو حازم القاضي، عن أبيه، قال: ولي يحيى بن أكثم قضاء "البصرة" وله عشرون سنة، فاستصغروه، وقيل: كم سن القاضي؟
قال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد؛ الذي ولاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على "مكة"، وأكبر من معاذ حين وجه به رسول الله قاضيا على "اليمن"، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضيا على "البصرة".
قال الفضل الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله، فمن قال: مخلوق، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
وعن يحيى، قال: ما سررت بشيء سروري بقول المستملي: من ذكرت رضي الله عنك.
وذكر لأحمد بن حنبل ما يرمى به يحيى، فقال: سبحان الله! من يقول هذا؟!
قلت: قد ولع الناس بيحيى لتولعه بالصور حبا أو مزاحا.