فِي حوائجهم، وَقدْ استخف بعض الرؤساء بمكتوبه، فأعقبه نكبة من الْعَزْل أوْ الْمَوْت.
وَذَلِكَ أنه أرسل فِي بعض شَأْنه مَكْتُوبًا إلى الْوَزير عَليّ باشا من وزارء السُّلْطَان سُلَيْمَان عَلَيْهِ الرَّحْمَة والرضوان، فَلم يعبأ بِهِ، وَكتب فِي ورقة ترى الْعجب ترى الْعجب بَين جُمَادَى وَرَجَب، وأرسلها إليه، فَلَمَّا اطلع عَلَيْهَا ازْدَادَ أنكارا واستخفافا بشأنه، مُعْتَمدًا على قُوَّة سُلْطَانه، فَلم يذهب هَذَانِ الشهران، إلا وَقد نزل بِهِ الْخطب الْكَبِير، الَّذِي يَسْتَوِي بَين الْغَنِيّ وَالْفَقِير، وَالسُّلْطَان والوزير، بِأَمْر الله الْعَزِيز الْقَدِير، وَلما صَارَت السلطنة إلى سلطاننا السُّلْطَان سليم خَان طلبه فِي بعض الأيام، واستنصح مِنْهُ وأرسل إليه من المال جملَة وَقضى حَوَائِجه.
كَانَ ذَلِك فِي أواخر عمره، وقد توفي رَحمَه الله فِي الْيَوْم التَّاسِع من ذِي الْحجَّة بعد العصر، وَصلى عَلَيْهِ الْمُفْتِي أبو السُّعُود بعد صَلَاة غير محددة فِي الأصل، وَدفن بِقرب من حديقته فِي مَوضِع عينه قبل مَوته، وَقد اجْتمع فِي جنَازَته خلق عَظِيم مَعَ بعده عَن الْبَلَد، وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَسبعين وَتِسْعمِائَة.