والثوري، وإسحاق، وأحمد في المشهور. نقله السروجي في "الغاية" في مسألة المحاذاة. انتهى ملخصا. ثم ذكر حكاية إخراج البخاري، وهي حكاية مشهورة في كتب أصحابنا، ذكرها أيضا صاحب "العناية"، وغيره من شرّاح "الهداية"، لكن أستبعد وقوعها بالنسبة إلى جلالة قدر البخاري، ودقّة فهمه، وسعة نظره، وغور فكره، مما لا يخفى على من انتفع بـ "صحيحه"، وعلى تقدير صحتها، فالبشر يخطئ. وقد ترجم أبو عبد الله الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" أبا حفص الصغير في الطبقة الرابعة عشر بقوله: محمد بن أحمد بن حفص بن الزبرقان مولى بني عجل، عالم "ما وراء النهر"، شيخ الحنفية أبو عبد الله البخاري، تفقّه بوالده العلامة أبي حفص. قال أبو عبد الله بن مندة: كان عالم أهل "بخارى"، أو شيخهم. وقال أحمد ابن سلمة: سئل محمد ابن إسماعيل البخاري صاحب "الجامع الصحيح" عن القرآن، فقال: كلام الله، فقالوا: كيف يتصرف؟ فقال: والقرآن يتصرف بالألسنة، فأخبر محمد بن يحيى الذهلي، فقال من أتى مجلسه، فلا يأتني. فخرج محمد بن إسماعيل إلى "بخارى"، وكتب الذهلي إلى خالد أمير "بخارى" والي شيوخها بأمره، فهَمَّ خالد، حتى أخرجه محمد بن أحمد بن حفص إلى بعض رباطات "بخارى"، وكان محمد بن أحمد صاحب الترجمة رحل، وسمع من أبي الوليد الطيالسي، والحميدي، ويحيى بن معين، وغيرهم، ورافق البخاري في الطلب مدّة. وله "كتاب الأهواء والاختلاف"، و"الرد على اللفظية"، وكان ثقة، إماما، ورعا، زاهدا، ربانيا، صاحب سنة واتباع. وكان أبوه من كبار تلامذة محمد بن الحسن. انتهتْ إليه رياسة الأصحاب بـ "بخارى"، وإلى أبي عبد الله هذا. وتفقّه عليه أئمة. قال ابن مندة توفي في رمضان، سنة أربع وستين ومائتين. انتهى