وكان أبو يوسف يقول: أجد بركة هذه المسحة فينا، ويقال له: سعد ابن حبتة، لأنه ابن حبتة (بفتح المهملة وسكون الموحَّدة) بنت خوات بن جبير الأوسي الصحابي الجليل، كما ذكره ابن أبي العوام، صاحب النسائي والطحاوي - وذكره الذهبي أيضا في الجزء الذي ألّفه في مناقب أبي يوسف، إلا أنه وقع فيه بحير بدل جبير غلطا مطبعيا، وجعل ابن عبد البر والخطيب حبتة بنت مالك من بني عوف، اعتمادا على ابن الكلبي، لكن ابن الكلبي ليس بموضع للتعويل، وعلى هذه الرواية يبنى ما يروى من أن أبا سعد بحيرا حالف خوات بن جبير، فزوَّج سعدا بنتا من قومه، والله أعلم. ولا ذكر لخنيس في عمود نسب أبي يوسف في رواية يحيى بن مَعين، وهو أدرى بنسب شيخه من سواه، وعوّل ابن عبد البر على الطحاوي (١) في ذكر خنيس في عمود نسب أبي يوسف، وهو مرجوح، لأن خنيسا أخو حبيب، لا أبوه، فيكون من أعمامه، لا من أجداده، وإليه تنسب الرحبة المعروفة بـ "الكوفة" باسم (جهار سوج خنيس) بمعنى الرحبة ذات الجهات والطرق الأربع، وعلى ترك ذكر خنيس في عمود النسب مضى يحيى بن معين، ويعقوب بن شيبة، ووكيع القاضي، وأبو القاسم بن أبي العوام، وإلى ذلك نطمئنّ أكثر من غيره، لقوة صلتهم بمعرفة نسبه. وقال الذهبي في "جزئه": إن حبتة ابنة خوات الأنصاري ونسب سعد في بجيلة. وهذا القدر من البيان كاف في معرفة نسبه.
(١) والطحاوي تابع رواية سليمان ابن شيخ عند ابن أبي خيثمة، ونرجح رواية ابن معين عليها لما سبق (ز).