الحديث، وقال: إنه كان يحفظ خمسين وستين حديثا بسماع واحد، ثم يحدّث بها، يعني بأسانيدها، وهذا الجزء، يسمى "أخبار الحافظ"، يوجد بظاهرية "دمشق"، إلا أنه تنقصه الورقة الأولى.
وقال ابن عبد البر في "الانتقاء": أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن الفضل بن العبّاس، قال: أخبرنا محمد بن جرير الطبري، كان أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي فقيها عالما حافظا، ذكر أنه كان يعرف بحفظ الحديث أنه كان يحضر المحدّث، فيحفظ خمسين وستين حديثا، ثم يقوم فيمليها على الناس، وكان كثير الحديث، وهو عين ما ذكره ابن جرير في "ذيل المذيل".
وقال الصيمري في "أخبار أبي حنيفة وأصحابه" بسنده إلى لحسن بن زياد أنه قال: حججنا مع أبي يوسف، فاعتلّ في الطريق، فنزلنا ببئر ميمون، أتاه سفيان بن عيينة يعوده، فقال لنا: خذوا حديث أبي محمد، فروى لنا أربعين حديثا، فلمَّا قال سفيان: قال لنا أبو يوسف: خذوا ما روي لكم، فردّ علينا الأربعين حديثا حفظا على سنه وضعفه وعلته وشغله بسفره. اهـ.
وروى الموفّق المكّي بسنده إلى الحسن بن أبي مالك أنه قال: كنا نختلف إلى أبي معاوية في حديث الفقه من حديث الحجّاج بن أرطاة، فقال لنا أبو معاوية: أليس أبو يوسف القاضي عندكم؟ قلنا بلى، فقال: أتتركون أبا يوسف، وتكتبون عني، كنا نختلف إلى الحجّاج بن أرطاة، فكان أبو يوسف يحفظ، والحجّاج يملى علينا، فإذا خرجنا كتبنا من حفظ أبي يوسف رحمه الله.
وذكر الموفّق بسنده أيضا إلى يحيى بن آدم، قيل لهارون الرشيد، كان فقيها عالما: إنك رفعت أبا يوسف فوق المقدار، وأنزلته المنزلة الرفيعة، فبأيّ