الشيخ بن زياد: فكنت أعجب من صبره، وكان أبو يوسف يقول لأصحابه: لو استطعت أن أشاطركم ما في قلبي لفعلت، وقد بلغ به الاهتمام بتعليم العلم إلى أن يتحدّث عن العلم، وتعليم المسائل، وهو في حالة الاحتضار.
وقد روى إبراهيم بن الجارح أن أبا يوسف مرض، فأتيته أعوده، فوجدته مغمى عليه، فلمّا أفاق قال لي: يا إبراهيم! أيما أفضل في رمي الجمار أن يرميها الرجل راجلا أو راكبا، فقلت راجلا، فقال لي: أخطأت، فقلت: راكبا، فقال: أخطأت، ثم قال: أما ما كان منها يوقف عنده للدعاء، فالأفضل أن يرميه راجلا، وأما ما كان لا يوقف عنده، فالأفضل أن يرميه راكبا، ثم قمت من عنده، فما بلغت باب داره، حتى سمعت الصراخ عليه، وإذا هو قد مات، رحمة الله عليه، كما في كتاب ابن أبي العوام بأسانيده، ونحوه في كتاب الصيمري بطريق أبي عبيد عن إبراهيم بن الجرّاح، وفيه قلت في مثل هذا الحال؟ قال: لا بأس بذلك ندرس فينجو به ناج، ثم علّل عدم الركوب في موضعه بكونه أشدّ للتمكّن وأغزر للدعاء، وعلّل الركوب في موضعه بكونه أسرع في التنحّي، وقال بهذه المصابرة بركة العلم، فحاز رضي الله ورسوله ورضي العلماء.
فمن الذين أخذوا عنه أو تفقّهوا عليه: إبراهيم بن الجراح المازني القاضي، وإبراهيم بن سلمة الطيالسي، وإبراهيم بن يوسف بن ميمون البلخي، وأبو إبراهيم بن الجراح المازني القاضي، وإبراهيم بن سلمة الطيالسي، وإبراهيم بن يوسف بن ميمون البلخي، وأبو إبراهيم بن معبد، وأحمد بن حنبل كتب عنه ثلاثة قماطر من العلم، وأحمد بن محمد بن عيسى السكوتي، وأحمد بن منيع الحافظ، وإسحاق بن الفرات الكندي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأسد بن الفرات، مدوّن مذهب مالك قبل