للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما نقلته من هذا الفصل في جزء الذهبي في مناقب أبي يوسف، وعند الحارثي بسنده عن الحسين بن الوليد كان أبو يوسف إذا تكلّم يدهش الإنسان، ويحير من دقّة كلامه، ورأيته يوما يتكلم في مسألة غامضة، فمرَّ في تلك المسألة مرور السهم، ولم يفهم من حضره من كلامه شيئا من دقته، فتعجبنا منه، كيف سخّر الله له هذا الشأن، وكيف سهَّل له. اهـ.

وقال أبو القاسم شرف الدين بن عبد العليم القرتبي في الفصل الذي خصه بمناقب أبي يوسف في آخر كتابه "قلائد عقود العقيان في مناقب أبي حنيفة النعمان"، وأسند الصيمري عن الحسن بن أبي مالك، قال: سمعت أبا يوسف، يقول: ما صلّيت صلاة إلا دعوت الله لأبي حنيفة رحمه الله، واستغفرت له، قال: وكان علي بن صالح إذا حدّث عن أبي يوسف يقول: حدّثني أفقه الفقهاء وقاضي القضاة وسيّد العلماء أبو يوسف. وقال بشر بن الوليد لمستمليه يوما: وقد قال: خبركم يعقوب، فقال ألا تعظمه ألا تفخمه، فإني ما رأيت مثله. (وقد رأى ابن أبي ذئب وشعبة ومن دونهما). وأسند عن الطحاوي، قال: سمعت ابن أبي عمران يقول: أملى علينا علي بن الجعد، وقال: أخبرنا أبو يوسف، -وكان مجلسه حافلا من الناس-، فقال رجل: يا أبا الحسن أتذكر أبا يوسف، قال: فكأنه وقع في قلب علي بن الجعد أنه أراد بذلك ما لا ينبغي أن يريد مثله بأبي يوسف، فقال له علي: إذا أردت أن تذكر أبا يوسف، فاغسل فمك بأشنان وماء حار، ثم قال: والله ما رأيت مثله. (وسبق قول ابن أبي عمران. وقد رأى الثوري، والحسن بن صالح ومالكا وابن أبي ذئب والليث بن سعد وشعبة بن الحجّاج).

وقال القرتبي أيضا عن أبي يوسف: ثقة صدوق، وثقه النسائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>