للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاستمهل ريثما يتمّ مكتوبه، فأمر الصاحب بأخذ الدرج من يده.

فقام، وقال: أيّد الله مولانا:

اسْمعه مِمن قاله تزْدَدْ به … عَجَبًا فحسنُ الوردِ في أغصانِهِ

فقال: هات يا أبا القاسم!

فأنشده أبياتًا، منها:

سِوَاك يَعُدُّ الغِنَى مَا اقْتنى … وَيأمُرُهُ الحِرْصُ أن يُخْزُنا

وأنتَ ابنُ عَبِّاد المرْتَجى … تَعُدُّ نَوالَك نَيْلَ المِنى

وخَيْرُك مِن بَاسِطٍ كَفَّهُ … وَمِمَّنْ تَناءىَ قريبُ الجَنى

غَمَرْتَ الوَرى بصُنوفِ النَّدَى … فأصْغَرُ مَا مَلَكوهُ الْغِنى

وغادَرْتَ أشْعرَهُمْ مُفْحَمًا … وأشْكَرَهُمْ عَاجِزًا ألْكَنا

أيَا مَن عَطَايَاهُ تُهْدى الغنى … إلى راحتَيْ مَن نأى أو دنَا

كَسَوْتَ المقِيمين والزَّائِرينَ … كُسى لم يُخَلْ مثلُها مُمْكِنَا

وحَاشِيَةُ الدَّارِ يَمْشُونَ في … ضُرُوب من الخَزِّ إلا أنَا

ولَسْتُ أذكِّرُ بِي جَاريًا … عَلى العَهْدِ يُحْسِنُ أن يُحْسِنَا

فقال له الصاحب: قرأتُ في أخبار معن بن زائدة، أن رجلًا قال له: احملني أيها الأمير! فأمر له بناقة، وفرس، وبغل، وحمار، وجارية، ثم قال له: لو علمتُ مركوبًا غيرها لحملتُك عليه. وقد أمرنا لك من الخزّ بجبّة، ودراعة، وقميص، وسراويل، وعمامة، ومنديل، ومطرف، ورداء، وجورب، ولو علمنا لباسًا آخر يتّخذ من الخزّ أعطيناكه.

وقد بلغ حديث معن المذكور للمعلّى بن أيوب، فقال: رحم الله ابن زائدة، لو كان يعلم أن الغلام يركب لأمر له به، ولكنّه كان عربيًا خالصًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>