للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقرأ عليه علم الكلام مختار بن محمود الزاهدي صاحب القنية وقد تقدم ذلك في ترجمة مختار (١).

توفي سنة ست وعشرين وست مائة، رأيت بخط شيخنا قطب الدين: وتوفي -يعني السكاكي- في نواحي قرية أبلكند (٢) من قرى الماليغ (٣)، وولد ليلة الثلاثاء الثالث من جمادي الأولى سنة خمس وخمسين وخمس مائة. قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد": ذكر مصطفى بن محمد البناني في حواشي "شرح التلخيص" المختصر عند ذكر السكاكي أنه نسبة إلى "سكَّاكة" قرية بـ "نيسابور"، وقيل: بـ "العراق"، وقيل: بـ "اليمن"، انتهى. والظاهر أن السكَّاكي ليس منسوبا إليها، لأنه خوارزمي على ما صرَّحوا به، وكان السكاكي عالما محقّقا في الفنون الغريبة، والعلوم العجمية، من ذلك علم البلاغة بأنواعها، وعلم تسخير الجن، ودعوة الكواكب، وفن الطلسمات، والسحر، والسيميا، وعلم خواص الأرض، وأجرام السماء، وغير ذلك، وكان السلطان جغتاي خان بن جنكيز خان حاكم "ما وراء النهر" وحدود "خوارزم"، و"كاشغر"، و"بدخشان"، و"بلخ"، وغيرها لما طالع على فضائله جعله أنيسه وجليسه، حكي أنه كان جالسا معه ذات يوم، فمرت طيور تطير في الهواء، فأراد جغتاي خان صيدها، وأخذ السهم والقوس بيده، فقال السكاكي: أي الطير منها تريد؟ فأشار إلى ثلاثة منها، فخطَّ السكاكي في


(١) ترجمته الجواهر برقم ١٦٤٢.
(٢) في بعض النسخ "الكندي"، والمثبت في بعضها، والكلمة في الأصل دون نقط.
(٣) في بعض النسخ "الماليع"، والمثبت في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>