للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ: لَا بُدْ من انتخاب تِلْكَ الأسئلة، لأن السَّيِّد رفيع الشَّأْن، فَأذن للطلبة أن يطالعوا تِلْكَ الأسئلة، فأسقط مِنْهَا مَا أجابوا عَنهُ.

ثمَّ تقاعد عَن المناصب فِي شهر رَمَضَان الْمُبَارك فِي سنة سبع وَثَمانِينَ وَثَمَانمِائَة، وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة دِرْهَم عَن محصول سرخانه، ثمَّ أعطاه فِي شهر ذِي الْقعدَة فِي السّنة الْمَذْكُورَة تيمارا على وَجه الضميمة، ثمَّ صَار فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة أمير "كليبولي".

وَله كتاب بالتركية فِي مُنَاجَاة الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وإنه إنشاء لطيف، أظهر فِيهِ شوقه الْعَظِيم إلى جَانب الحْق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَكتاب آخر بالتركية أيضا فِي مَنَاقِب الأولياء.

ثمَّ إنه مَاتَ بـ "قسطنطينة"، وَدفن بجوار أبي أيوب الأنصاري، عَلَيْهِ رَحْمَة الْملك الْبَارِي فِي سنة إحدى وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة، وَلم يُوجد لَهُ فِي بَيته حطب يسخن بِهِ الماء، وَذَلِكَ لإفراطه فِي السخاء، ووصوله إلى حد السَّرف.

وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى محبا للمشايخ، يلازمهم، ويستمدّ مِنْهُم، سِيمَا الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء، قدّس سرّه الْعَزِيز. وَحكي أن الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء كَانَ يجْهر بالبسملة، وَكَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب، فَجمع الْمولى الكوراني عُلَمَاء "قسطنطينية" فِي الْجَامِع، وَهُوَ مفت بها، ليحضروا الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء، ويمنعوه عَن الْعَمَل بِخِلَاف الْمَذْهَب، فَاجْتمعُوا، وَكَانُوا ينتظرون الْمولى سِنَان باشا، فَلَمَّا حضر هُوَ قَالَ: مَا الدَّاعِي إلى هَذَا الِاجْتِمَاع، فَبين الْمولى الكورني سَببه، فَقَالَ هُوَ: إِذا حضر الرجل وَقال: إني اجتهدت فِي هَذِه المسئلة، فَأدى اجتهادي إلى الْجَهْر بالبسملة احضروا لَهُ الْجَواب، قَالَ لَهُ الْمولى الكوراني: أمجتهد هُوَ؟ قَالَ: نعم، إنه يعلم التَّفْسِير بالبطون السَّبْعَة، ويحفظ من السّنة الصِّحَاح السِّتَّة،

<<  <  ج: ص:  >  >>