إني سعيد بأني ألتقي بالأخ الفاضل الكريم الشيخ محمد يوسف البنوري، هذا الرجل المجاهد الذي يأتينا إلى "مصر"، فنسبقبله باعتباره عالما من كبار العلماء، وقمة من القمم الإسلامية الكبرى، نستقبله كمحدث، وقد قلّ المحدثون في هذا العصر، ونستقبله كعالم، لا يقول عن ظن، ولا يتحدث عن تخمين، وإنما يتحدث عن دراية، ويتحدث عن علم، ويتحدث عن دليل، ويتحدث عن مزاولة مستمرة للعلوم الدينية، ولعلكم أعلم أن فضيلة الأستاذ شاعر أيضا، هو محدث، وهو مفسّر، وهو أيضا شاعر، ولم تك دعوته بالعمل فحسب، وإنما كانت دعوته أيضا بخلقه هذا الكريم، الذي يتجلى فيه شكر الله له عالما، وشكر الله له محدثا، شكر الله له داعيا إلى الله سبحانه وتعالى.
هذا، وقد اشترك في مؤتمر رسالة المسجد بـ "مكة المكرمة"، وألقى فيه كلمة قيمة باسم المسجد محور للنشاط، ومركز للتوجيه الروحي والفكري للأمة، حرّرها في رمضان ١٣٩٥ هـ، الموافق سبتمبر ١٩٧٥ م. وقد رجا منه جامعة الرياض الحضور في مؤتمرها باسم الفقه الإسلامي، ولكن حالت دون اشتراكه في هذا المؤتمر الحكومة السائدة آنذك، وكانت له روابط قوية وصلات ودية وأخوية مع مشايخ الحرمين الشريفين وعلمائهما، وكان كل واحد منهم يجله، ويعترف بفضله، ونبله، كما كان هو أيضا يعطي لكل منهم مقامه اللائق به، ويقدر جهودهم المشكورة.
وقد اشترك في مؤتمر الدعوة الإسلامية بـ "طرابلس" سنة ١٣٩٠ هـ، الموافق ١٩٧٠ م، وكان رئيس الوفد الباكستاني، ووجه المؤتمر بتوجيهاته القيمة، كما قد انتقد على بعض المحاضرين حسب دأبه في كل المؤتمرات التي كان يساهم فيها، كما كان عضوا مراسلا من "باكستان" لمجمع اللغة العربية