للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بـ "دمشق"، وقد كتب الشيخ رحمه الله مقالا قيما عن الإمام الترمذي وكتابه في مجلته، وقوبل ذلك بنظر الاستحسان من العلماء والكتاب.

وقد وصلته الدعوة من وزارة الأمور الدينية والأوقاف العراقية للحضور في مؤتمرها، ولكنه اعتذر عن الحضور لكثرة الشواغل وبعض الأمراض، كما أنه استلم دعوة من الملك حسن ملك "المراكش" لإلقاء المحاضرات على الموضوعات العلمية، ولكن حكومة "باكستان" آنذاك حالت دون عزمه، وقد ساهم في عديد من المؤتمرات المنعقدة في "باكستان"، وقد حضرها أعيان العلماء من العالم الإسلامي، وكان من دأبه أن يقول الحق، ويصرح به عند سلطان جائر، لا يصدّه عن ذلك شيء، ولا يخاف في ذلك لومة لائم، ولنضرب لذلك مثلا: حضر رحمه الله تعالى في مؤتمر انعقد فى "رَاوَلْبِنْدي" "باكستان" بمناسبة مرور أربعة عشر قرنا على نزول القرآن الكريم، وقد حضر في هذا المؤتمر علماء البلاد العربية والإسلامية، فوقف أحد من وزراء "باكستان" لإلقاء كلمته، وهذى فيه بكلمات تخالف الإسلام والدين، وكان الشيخ أمين الحسيني مفتي "فلسطين" رئيسا لهذه الجلسة، فبدأ الوزير المذكور في هفواته، والمشتركون فيه لم يجترء أحد منهم أن يتكلم بشيء، ولكن الشيخ رحمه الله لم يملك نفسه، وقام قائلا بكل صراحة وشدة: أيها السيّد الرئيس! ألجم هذا الخطيب، فقد خرج عن موضوعه، وأجابه الرئيس قائلا: سنمكنكم للرد عليه، فقام بعده، ورد عليه ردا بليغا، وقضى ما كان عليه من واجب الدين في هذا الصدد.

وأيّ وفد من وفود العلماء أو أيّ قمة من قمم الدين يزور "باكستان"، يستدعى من الحكومة الاجتماع واللقاء مع الشيخ رحمه الله، فهؤلاء شيوخ

<<  <  ج: ص:  >  >>