ولما انقرضت دولة العرب من "السند"، وتغلب عليها الملوك الغزنوية والغورية غلب على الناس الشعر والنجوم والفنون الرياضية، وصار الحديث فيهم غريبا، لا يعرفون منه إلا القليل، وكان جلّ همّهم في الحديث النبوي "مشكاة المصابيح"، أو "مشارق الأنوار" للصغاني أو "مصابيح السنّة" للبغوي، حتى دخلها بعض العلماء، وردوا لها بهاء الحديث والسنّة من جديد، وذلك في القرن العاشر، ومنهم: الشيخ عبد المعطى بن الحسن بن عبد الله باكثير المكّي المتوفى بـ "أحمد آباد" سنة ٩٨٩ هـ، والشهاب أحمد بن بدر الدين المصري المتوفى بـ "أحمد آباد"، سنة ٩٩٢ هـ، والشيخ محمد بن أحمد بن على الفاكهى الحنبلى المتوفى بـ"أحمد آباد" سنة ٩٩٢ هـ، والشيخ محمد بن محمد عبد الرحمن المالكى المصري المتوفى بـ"أحمد آباد" سنة ٩١٩ هـ، والشيخ رفيع الدين الجشتي الشيرازي المتوفى بـ"أكبر آباد" سنة ٩٥٤ هـ، والشيخ إبراهيم بن أحمد بن الحسن البغدادي، والضيخ ضياء الدين المدني المدفون بـ"كاكوري"، والشيخ بهلول البدخشى، والخواجه مير كلان الهروي المتوفى بـ"أكبر آباد" سنة ٩٨١ هـ، وخلق آخرون.
ثم وفق الله سبحانه بعض العلماء من أهل "الهند" أن رحلوا إلى الحرمين الشريفين، وأخذوا الحديث، وجاؤوا به إلى "الهند"، وانتفع بهم خلق كثير، كالشيخ عبد الله بن سعد السندي، والشيخ رحمة الله بن عبد الله بن إبراهيم السندي المهاجرين إلى "الججاز"، فإنهما قدما "الهند"، ودرّسا بـ"كجرات" مدة طويلة، ثم رجعا إلى "الحجاز"، والشيخ يعقوب بن الحسن الكشميري المتوفى سنة ١٠٠٣ هـ، والشيخ جوهر الكشميري المتوفى سنة ١٠٢٦، والشيخ عبد النبي بن أحمد الكنكوهي، والشيخ عبد الله بن شمس الدين السلطانفوري، والشيخ قطب العباسي الكجراتي، والشيخ أحمد بن إسماعيل المندوي، والشيخ راجح بن داود الكجراتي، والشيخ عليم الدين المندوي،