للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سيّما فرخ شاه، يقال إنه كان يحفظ سبعين ألف حديث متنا وإسنادا، وجرحا وتعديلا، ومن أولاده: الشيخ سراج أحمد السرهندي، ثم الرامفوري، له شرح على "جامع الترمذى"، مطبوع مع "شرح أبي الطيب"، و"عارضة الأحوذي"، و"قوت المغتذي"، باسم الشروح الأربعة، ومنهم: الشيخ محمد أعظم بن سيف الدين المعصومى السرهندي، ومحمد أفضل السيالكوتي، والشيخ صفة الله الرضوى الخير آبادي، والشيخ فاخر بن يحيى العباسي الإله أبادى، الشيخ خير الدين السورتى.

ثم جاء الله سبحانه بالشيخ الأجلّ والمحدثّ الأكمل ناطق هذه الدورة وحكيمها، وفائق قلك الطبقة وزعيمها الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي المتوفى سنة ١١٧٦ هـ، فإنه رحل إلى "الحجاز"، وأخذ عن الشيخ أبي طاهر المذكور، وعن غيره من أئمة الحديث، ورجع إلى "الهند"، وشمَّر عن ساق الجدّ والاجتهاد لنشر ذلك العلم، فدرّس، وأفاد، وخرَّج، وصنَّف، وقد نفع الله بعلومه كثيرا، من عباده المؤمنين، ونفع بسعيه المشكور من فتن البدع ومحدثات الأمور، وكذلك أبناؤه الشيخ عبد العزيز، والشيخ عبد القادر والشيخ رفيع الدين، وابن ابنه الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، والشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي، ختن الشيخ عبد العزيز المذكور، فهؤلاء الكرام قد رجّحوا علم السنّة على غيرها من العلوم، وجاء تحديثهم حيث يرتضيه أهل الرواية، ومن يرتاب في ذلك فليرجع إلى ما هناك، فعلى "الهند" وأهلها شكرهم ما دامت "الهند" وأهلها:

من زار بابك لم تبرح جوارحه … روي أحاديث ما أوليت من منن.

فالعين عن قرة والكف عن صلة … والقلب عن جابر والسمع عن حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>