للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تجنَّبْتَ أن تُدْعَى الأمِير تواضُعًا … وأنت لمِن يُدْعى الأميرَ أميرُ

فمَا مِن نَدى إلا إليكَ مَحَلَّهُ … ولا رِفْعة إلا إليكَ تَسيرُ

وقال أيضًا، من قصيدة في مدحه:

أيَسْلُبُنى ثَراء المالِ رَبِّي … وأطلُبُ ذَاكَ مِن كَفٍّ جَمَادِ

زعمتُ إذًا بَأنَّ الجُودَ أضْحى … لهُ رَبٌ سوَى ابن أبي دُوَادِ

ومن كلام أحمد الذي ينبغي أن يكتب بماء الذهب: ثلاثةٌ ينبغى أن ييجّلوا، وتعرف أقدارهم: العلماء، والولاة، والإخوان؛ فمن استخفّ بالعلماء أهلك دينه، ومن استخفّ بالولاة أهلك دنياه، ومن استخفّ بالإخوان أهلك مروءته.

وحكى عنه ولده، أنه كان إذا صلى رفع يديه، وقال:

مَا أنت بالسبب الضعيف وإنما … نُجْحُ الأمور بقُوةِ الأسْبابِ

اليوم حاجتنا إليك وإنما … يُدعى اللبيب لساعةِ الأوصاب

قال أبو بكر بن دريد: كان ابن أبي دواد مألفًا لأهل الأدب، من أيّ بلد كانوا، وكان قد ضمّ منهم جماعة يعولهم ويمونهم، فلمّا مات حضر ببابه جماعة منهم، وقالوا: يدفن من كان على ساقة الكرم، وتاريخ الأدب، ولا نتكلّم، إن هذا وهن وتقصير.

فلما طلع سريره قام إليه ثلاثة منهم، فقال أحدهم:

اليَومَ مات نظامُ المِلْكِ وَاللَّسَنِ … ومات مَن كان يُستعدَى على الزَّمَنِ

وأظلمَت سُبُلُ الآدابِ إذ حُجِبَتْ … شَمْسُ المِكارم في غَيْمٍ مَن الكَفَنِ

وتقدم الثاني، فقال:

ترك المِنابر والسريرَ تواضُعًا … ولهُ مَنابرُ لو يَشا وسَريرُ

ولغَيْرِه يُجْبى الخَراجُ وإنمَا … يُجْبى إليه مَحامِدٌ وأجُورُ

<<  <  ج: ص:  >  >>