وذكر له ابن شهبة، في "طبقات اللغويين والنحاة"، ترجمة تليق بشأنه، لا بأس بإيرادها كما هي، فقال: أحمد بن داود الإمام أبو حنيفة الدينوري اللغوي، مؤلّف "كتاب النبات"، وغيره.
أخذ عن البصريين، والكوفيين، وأكثر عن ابن السكّيت.
وكان لغويًا، مُهندسًا، منجّمًا، حاسبًا، راوية، ثقة فيما يرويه، ويحكيه.
قال ياقوت في "معجم الأدباء": قال أبو حيان التوحيدي، في كتاب "تفريظ الجاحظ": قال عبد الله بن حَمُّود الزُّبَيْدي، وكان من أصحاب السيرافي، قلت للسيرافي: قد اختلف أصحابنا في بلاغه الجاحظ، وأبي حنيفة الدينوري صاحب "النبات"، ووقع الرضا بحكمك، فما قولك؟ فقال: أن أحقر نفسى عن الحكم لهما وعليهما.
فقلت: لا بدّ من قول.
فقال: أبو حنيفة أكثر ندارة، وأبو عثمان أكثر حلاوة، ومعاني أبي عثمان لائطة بالنفس، سهلة في السمع، ولفظ أبي حنيفة أعرب، وأغرب، وأدخل في أساليب العرب.
قال أبو حيان: والذي أقوله فأعتقده، أني لم أجد في جميع مَنْ تقدّم وتأخّر غير ثلاثة، لو اجتمع الثقلان على تقريظهم، ومدحهم، ونشر فضائلهم، في أخلاقهم وعلمهم، ومصنّفاتهم ورسائلهم، مدى الدنيا إلى أن يأذن الله تعالى بزوالها، لما بلغوا آخر ما يستحقّه كلّ واحد منهم؛ هذا الشيخ الذي أنشأنا له هذه الرسالة، أعني أبا عثمان.
والثاني أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري، فإنه من نوادر الرجال، جمع مثل حكمة الفلاسفة، وبيان العرب، له من كلّ فنّ ساق وقدم؛ وهذاكلامه