وسبعين ومائة. قيل: ولد سنة ثلاث وتسعين، وقيل: إحدى، وقيل: أربع، وقيل سبع.
والشافعي مات بـ "مصر" آخر رجب سنة أربع ومائتين، وولد سنة خمسين ومائة.
وأحمد بن حنبل مات بـ "بغداد" في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين، وولد سنة أربع وستين ومائة، رضي اللَّه عنهم أجمعين.
فائدة: داود بن علي الأصبهاني الظاهري الفقيه أبو سليمان، مولده سنة مائتين، وقيل: اثنتين ومائتين بـ "الكوفة"، ونشأ بـ "بغداد"، وفيها مات سنة سبعين ومائتين، وإنما قيل له: الأصبهاني، لأن أمه أصبهانية، وكان عراقيا.
أخذ العلم والحديث عن إسحاق، وأبي ثور، وغيرهما.
قال الخطيب في "تاريخه": كان إماما ورعا زاهدا ناسكا، وفي كتبه حديث كثير، لكن الرواية عنه عزيزة جدا، وصنف الكثير.
قال ابن حزم: كتب ثماني عشرة ألف ورقة.
قال أبو إسحاق: قيل: كان في مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان، وكان من المتعصّبين للشافعي، وصنف مناقبه، وإلى داود هذا انتهت رياسة العلم بـ "بغداد".
وَلما مَاتَ خَلفه ابْنه أَبُو بكر محمَّد الإمَام الْمَشْهُور في حلقته، وَكَانَ فَقِيها، أديبا، شَاعِرًا، وَكَانَ يناظر أَبَا الْعَبَّاس بن سُرَيج، قَالَ لَهُ يَوْمًا: أبلعني ريقي، قَالَ لَهُ العَبَّاس: أبلعتك دجلة. وَقَالَ لَهُ يَوْمًا أمهلني سَاعَة، فَقَالَ: أمهلتك من السَّاعَة إلَى أَن تقوم السَّاعَة، وَقَالَ لَهُ يَوْمًا: أَنا أُكَلِّمك من الرجل، وتجيبني من الرَّأْس، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس: هَكَذَا الْبَقر إذا حفيت أظلافها ذهبت قُرُونهَا، وَلما جلس في مَكَان أَبِيه استصغروه، فدسوا إلَيْهِ من