للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَأَلهُ عَن حدّ السكر، فَقَالَ: إذا عرفت عَنهُ الهموم، وباح بسره المكتوم، فَاسْتحْسن ذَلِك مِنْهُ، وَعلم مَوْضِعه من الْعلم.

قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق: سَمِعت شَيخنَا القَاضِي أَبَا الطّيب، قَالَ: كنت جَالِسا عِنْد أبي بكر مُحَمَّد بن دَاوُد، فَجَاءَتْهُ امْرَأَة، فَقَالَت: مَا تَقول في رجل، لَهُ زَوْجَة، لَا هُوَ ممسكها، وَلَا هُوَ مُطلقهَا، قَالَ أَبُو بكر: اخْتلف في ذَلِك أهل الْعلم، فَقَالَ قَائِلُونَ: تُؤمر بِالصبرِ والاحتساب، وتبحث عَن التطلب، والإكتساب، وَقَالَ قَائِلُونَ تُؤمر بالإنفاق، وَلَا تحمل على الطَّلَاق، فَلم تفهم الْمَرْأَة قَوْله، وأعادت مسئلتها، فَقَالَ لهَا: يَا هَذِه الْمَرْأَة، قد أَجَبْتُك عَن مسئلتك، وأرشدتك إِلَى طَلَبك، وَلست بسُلْطَان، فامضى، وَلَا قَاض فأقضي، وَلَا زوج فارضى، فَانْصَرَفت الْمَرْأَة، وَلم تفهم جَوَابه.

مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، وَله اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سنة، وَله أَصْحَاب ينتحلون مذْهبه خلفا عَن سلف إِلَى يَوْمنَا هَذَا.

فائدة: أَئِمَّة الحَدِيث السِّتَّة، أَصْحَاب الْكتب الْمُعْتَمدَة: البُخَارِيّ، وَمُسلم، وَأَبُو دَاوُد، وَالتِّرْمِذِيّ، وَالنَّسَائيّ، وَابْن ماجه.

فالبخاري هو أمير المؤمنين في الحديث أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة الجعفي اليماني البخاري، رحمه اللَّه تعالى. ذكره الملا على القاري الهروي في كتابه "مرقاة المفاتيح"، فقال ما نصه:

قال ابن حجر: أبوه كان من العلماء العاملين، روى عن حماد بن زيد، ومالك، وصحب ابن المبارك، وروى عنه العراقيون، قال: لا أعلم في جميع مالي درهما من شبهة.

البخاري نسبة إلى "بخاري" بلدة عظيمة من بلاد "ما وراء النهر" لتولده فيها، وصار بمنزلة العلم له ولكتابه.

قال السيّد جمال الدين المحدث: يقال له: أمير المؤمنين في الحديث، وناصر الأحاديث النبوية، وناشر المواريث المحمدية، قيل: لم ير في زمانه مثله من

<<  <  ج: ص:  >  >>