كم ضيق، فقيل له: ما هذا، فقال: أما الواسع فلكتب، وأما الضيق فللاحتياح إليه.
وفضائله ومناقبه كثيرة، وكان في أعلى درجة من النسك والعفاف والصلاح والورع.
قال المندري: ما سكت عليه، لا ينزل عن درجة الحسن، وقال النووى: ما رواه في "سننه"، ولم يذكر ضعفه، هو عنده صحيح أو حسن، وقال ابن عبد البر: ما سكت عليه صحيح عنده سيّما إن لم يكن في الباب غيره. وأطلق ابن منده وابن السكن الصحة على جميع ما في "سنن أبي داود"، ووافقهما الحاكم.
والخامس منهم: الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام ناقد الحديث أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، بفتح النون والمد، كما في "جامع الأصول"، واقتصر عليه المصنف، وبالقصر كما في "طبقات الفقهاء" نسبة إلى بلد بـ "خراسان" قريب "مرو"، وأما ما ذكره ابن حجر أنه من كور "نيسابور" أو من أرض "فارس" فغير صحيح.
قال الإمام علي القاري الهروي: هو أحد الأئمة الحفّاظ، سمع من إسحاق بن راهويه، وسليمان بن أشعث، ومحمود بن غيلان، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن بشّار، وعلي بن حجر، وأبي داود، وآخرين ببلاد كثيرة وأقاليم متعددة.
وأخذ عنه خلق كثيرون، كالطبراني، والطحاوي، وابن السني.
ودخل "دمشق" فسئل عن معاوية، ففضَّل عليه عليا، فأخرج من المسجد، وحمل إلى "الرملة"، ومات بها.
وقيل إلى "مكة"، ودفن بها بين "الصفا" و"المروة"، وجرى عليه بعض الحفاظ، فقال: مات ضربا بالأرجل من أهل "الشام" حين أجابهم لما سألوه