أربعة آلاف حديث وثمانمائة حديث، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث:
أحدها: قوله عليه الصلاة والسلام: إنما الأعمال بالنيات.
والثاني: قوله عليه الصلاة والسلام: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
والثالث: قوله عليه الصلاة والسلام: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه.
والرابع: إن الحلال بين، والحرام بين الحديث.
ومن أشعار الشافعي:
عمدة الدين عندنا كلمات … أربع قالهن خير البرية
اتق السيئات وازهد ودع ما … ليس يعنيك واعمل بنية
فكأنه أراد بقوله: أزهد حديث الأربعين: "ازهد في الدنيا يحبك اللَّه، وزاهد فيما عند الناس يحبك الناس.
قال الخطابي شارحه لم يصنف في علم الدين مثله، وهو أحسن وضعا وأكثر فقها من "الصحيحين".
وقال أبو داود: ما ذكرت فيه حديثا، أجمع الناس على تركه.
وقال ابن الأعرابي: من عنده القرآن وكتاب أبي داود لم يحتج معهما إلى شيء من العلم البتة.
وقال الناجي: كتاب اللَّه أصل الإسلام، وكتاب أبي داود عبد الإسلام. ومن ثم صرح حجة الإسلام الغزالي باكتفاء المجتهد به في الأحاديث، وتبعه أئمة الشافعية على ذلك.
وقال النووي: ينبغي للمشتغل بالفقه ولغيره الاعتناء به، فإن معظم أحاديث الأحكام التي يحتج بها فيه مع سهولة تناوله، وكان له كم واسع