فائدة: من الفواطم الصحابيات: فاطمة بنت قيس، التي طلقها زوجها، وفاطمة بنت أبي حُبيش، إحدى المستحاضات على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأبو حُبيش اسمه قيس، فتارة يقولون: فاطمة بنت قيس، وتارة يقولون: فاطمة بنت أبي حُبيش.
وبعضهم يفرق بينهم، فيقولون: فاطمة بنت قيس، التي طلقها زوجها، وفاطمة بنت قيس المستحاضة.
وذكرها صاحب "المبسوط" و"القدوري" في "شرح مختصر الكرخي" في المستحاضات فاطمة بنت قيس هكذا نسباها، وقالا: فاطمة بنت قيس، وغلطهما صاحب "الغاية"، وقال: غلطا من وجهين: أحدهما في قولهما: فاطمة بنت قيس، وإنما فاطمة بنت قيس التي طلقها زوجها، والثاني أنهما ذكراها في المستحاضات، وإنما المستحاضة فاطمة بنت أبي حبيش، وهو أحق بالغلط، والصواب معهما.
فائدة: قال صاحب "الخلاصة" في كتاب النكاح في مسئلة وإذا كان بالزوجة عيب فلا خيار لزوجها، لأن في إثبات الخيار إضرارا بها، وضرر الزوج مندفع بأخرى أو بها على تقدير زوال العيب، وما روى الشافعي أنه عليه السلام تزوج امرأة، فوجد بكشحها بياضا، فردها محمول على الطلاق.
وقد ذكره البخاري، وقال فخلا سبيلها، هذا الإطلاق، ليس بجيد، فإن الأئمة إذا أطلقوا العزو إلى البخاري، لا يريدون به إلا كتاب الصحيح، وإذا أرادوا غير الصحيح يقيدونه، فيقولون ذكره البخاري في كتاب الأدب أو في كتاب القراءة خلف الإمام، أو في "كتاب رفع اليدين" أو في "كتاب التاريخ الكبير" أو "الصغير" أو ما أشبه ذلك، وهذا الحديث هو حديث الغفارية، وأصل الحديث رواه الإمام أحمد وغيره، وضعَّفوه لاضطراب وقع فيه، وفي ظني أني رأيته في "التاريخ الصغير".