ويقال: إنه أفتك بعشرة آلاف دينار، والناس ينسبون إليه أحكاما عجيبة في ولايته، حتى أن ابن الخطيب الملقّب بالمهذّب القاضي كان ناظر الدواوين بالديار المصرية، واسمه أسعد ابن الخطيب، و"نظم سيرة صلاح الدين بن أيوب"، و"نظم كليله ودمنه"، وله "ديوان شعره"، توفي سنة ست وستمائة، وعمره اثنتان وستون سنة، صنف جزء لطيفا، سماه "الفاشوش في حكم قراقوش"، وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها، والظاهر أنها موضوعة، فإن صلاح الدين كان معتمدا عليه في مملكته وأموره، ولولا وثوقه إليه ما فوّضها إليه، وتوفي في رجب سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ودفن بـ "القرافة" في تربته المعروفة به بسفح المقطَّم، رحمه اللَّه تعالى.
قلت: رأيت قبره، وزرته، وهو قريب من قبر عقبة بن عامر الجهني الصحابي، رضي اللَّه عنه.