مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين عام موت أنس خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ونشأ في صون ورفاهية وتجمل.
وطلب العلم وهو حدث بعيد موت القاسم، وسالم.
فأخذ عن نافع، وسعيد المقبري، وعامر بن عبد اللَّه بن الزبير، وابن المنكدر، والزهري، وعبد اللَّه بن دينار، وخلق. . .
وقد حج قديما، ولحق عطاء بن أبي رباح، فقال مصعب الزبيري: سمعت ابن أبي الزبير، يقول: حدثنا مالك، قال: رأيت عطاء بن أبي رباح دخل المسجد، وأخذ برمانة المنبر، ثم استقبل القبلة.
قال معن، والواقدي، ومحمد بن الضحَّاك: حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين.
وعن الواقدي قال: حملت به سنتين.
وطلب مالك العلم، وهو ابن بضع عشرة سنة، وتأهَّل للفتيا، وجلس للإفادة، وله إحدى وعشرون سنة. وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد، وإلى أن مات.
. . . عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال:"ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة".
وبه إلى ابن مخلد: حدثنا ليث بن الفرج، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان يضربون أكباد الإبل. . . " فذكر الحديث.