جماعة: حدثنا الربيع، سمعت الحميدي، سمعت مسلم بن خالد الزنجي يقول للشافعي: أفت يا أبا عبد الله، فقد والله آن لك أن تفتي وهو ابن خمس عشرة سنة.
وقد رواها محمد بن بشر الزنبري، وأبو نعيم الإستراباذي، عن الربيع، عن الحميدي قال: قال الزنجي.
وهذا أشبه، فإن الحميدي يصغر عن السماع من مسلم، وما رأينا له في "مسنده" عنه رواية.
جماعة: حدثنا الربيع، قال الشافعي: لأن يلقى الله العبد بكل ذنب إلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الأهواء.
الزبير الإستراباذي: حدثني محمد بن يحيى بن آدم بمصر، حدثنا ابن عبد الحكم، سمعت الشافعي يقول: لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء، لفروا منه كما يفرون من الأسد.
قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسئلة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسئلة.
قلت: هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام، وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون.
أبو جعفر الترمذي: حدثني أبو الفضل الواشجردي، سمعت أبا عبد الله الصاغاني، قال: سألت يحيى بن أكثم عن أبي عبيد والشافعي، أيهما أعلم؟ قال: أبو عبيد كان يأتينا ها هنا كثيرا، وكان رجلا إذا ساعدته الكتب، كان حسن التصنيف من الكتب، وكان يرتبها بحسن ألفاظه لاقتداره على العربية. وأما الشافعي، فقد كنا عند محمد بن الحسن كثيرا في المناظرة، وكان رجلا قرشي العقل والفهم والذهن، صافي العقل والفهم والدماغ، سريع الإصابة -