فقلت: لا عليك أن تسمع قراءتي، فإن سهل عليك قرأت لنفسي.
أحمد بن الحسن الحمَّاني: حدثنا أبو عبيد، قال: رأيتُ الشافعي عند محمد بن الحسن، وقد دفع إليه خمسين دينارا، وقد كان قبل ذلك دفع إليه خمسين درهما، وقال: إن اشتهيت العلم، فالزم.
قال أبو عبيد: فسمعت الشافعي يقول: كتبت عن محمد وقر بعير، ولما أعطاه محمد، قال له: لا تحتشم.
قال: لو كنت عندي ممن أحشمك، ما قبلت برك.
ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: حملت عن محمد بن الحسن حمل بختي ليس عليه إلا سماعي.
قال أحمد بن أبي سريج: سمعت الشافعي يقول: قد أنفقت على كتب محمد ستين دينارا، ثم تدبرتها، فوضعت إلى جنب كل مسئلة حديثا، يعني: رد عليه.
قال هارون بن سعيد: قال لي الشافعي: أخذت اللبان سنة للحفظ، فأعقبني صب الدم سنة.
قال أبو عبيد: ما رأيت أحدا أعقل من الشافعي، وكذا قال يونس بن عبد الأعلى، حتى إنه قال: لو جمعت أمة لوسعهم عقله.
قلت: هذا على سبيل المبالغة، فإن الكامل العقل لو نقص من عقله نحو الربع، لبان عليه نقص ما، ولبقي له نظراء، فلو ذهب نصف ذلك العقل مه، لظهر عليه النقص، فكيف به لو ذهب ثلثا عقله! فلو
أنك أخذت عقول ثلاثة أنفس مثلا، وصيرتها عقل واحد، لجاء منه كامل العقل وزيادة.