وعن محمد بن عبَّاس النحوي، قال: رأيتُ أحمد بن حنبل حسن الوجه، ربعة، يخضب بالحناء خضابا ليس بالقاني، في لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظا بيضا، ورأيته معتما، وعليه إزار.
وقال المروذي: رأيت أبا عبد الله إذا كان في البيت عامة جلوسه متربعا خاشعا.
فإذا كان برا، لم يتبين منه شدة خشوع، وكنت أدخل، والجزء فى يده يقرأ.
رحلته وحفظه: قال صالح: سمعت أبي يقول: خرجت إلى "الكوفة"، فكنت في بيت تحت رأسي لبنة، فحججت، فرجعت إلى أمي، ولم أكن استأذنتها.
وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله، يقول: تزوجت وأنا ابن أربعين سنة، فرزق الله خيرا كثيرا.
قال أبو بكر الخلال في كتاب "أخلاق أحمد"، وهو مجلد: أملى علي زهير بن صالح بن أحمد، قال: تزوج جدّي عباسة بنت الفضل من العرب، فلم يولد له منها غير أبي.
وتوفيت فتزوج بعدها ريحانة، فولدت عبد الله عمى، ثم توفيت، فاشترى حسن، فولدت أم علي زينب، وولدت الحسن والحسين توأمان، وماتا بقرب ولادتهما، ثم ولدت الحسن ومحمدا، فعاشا حتى صارا من السن إلى نحو من أربعين سنة، ثم ولدت سعيدا.
قيل: كانت والدة عبد الله عوراء، وأقامت معه سنين.
قال المروذي: قال لي أبو عبد الله: اختلفت إلى الكتاب، ثم اختلفت إلى الديوان، وأنا ابن أربع عشرة سنة.
وذكر الخلال حكايات في عقل أحمد وحياته في المكتب وورعه في الصغر.