قلت: كيف علمت؟ قال: وجدت كتبه ليس في أوائل الأجزاء أسماء الذين حدثوه.
فكان يحفظ كل جزء ممن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا.
وعن أبي زرعة قال: حزرت كتب أحمد يوم مات، فبلغت اثني عشر حملا وعدلا.
ما كان على ظهر كتاب منها حديث فلان، ولا في بطنه حدثنا فلان، كل ذلك كان يحفظه.
وقال حسن بن منبه: سمعت أبا زرعة، يقول: أخرج إلي أبو عبد الله أجزاء كلها سفيان سفيان، ليس على حديث منها "حدثنا فلان"، فظننتها عن رجل واحد، فانتخبت منها.
فلما قرأ ذلك علي جعل يقول: حدثنا وكيع، ويحيى، وحدثنا فلان، فعجبت، ولم أقدر أنا على هذا.
قال إبراهيم الحربي: رأيت أبا عبد الله، كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين.
وعن رجل قال: ما رأيت أحدا أعلم بفقه الحديث ومعانيه من أحمد.
أحمد بن سلمة: سمعت ابن راهويه، يقول: كنت أجالس أحمد وابن معين، ونتذاكر، فأقول: ما فقهه؟ ما تفسيره؟ فيسكتون إلا أحمد.
قال أبو بكر الخلال: كان أحمد قد كتب كتب الرأي وحفظها، ثم لم يلتفت إليها.
قال إبراهيم بن شماس: سألنا وكيعا عن خارجة بن مصعب، فقال: نهاني أحمد أن أحدث عنه.
قال العبّاس بن محمد الخلال: حدثنا إبراهيم بن شما؟، سمعت وكيعا وحفص بن غياث، يقولان: ما قدم "الكوفة" مثل ذاك الفتى، يعنيان: أحمد بن حنبل.