وقيل: إن أحمد أتى حسينا الجعفي بكتاب كبير يشفع في أحمد، فقال حسين: يا أبا عبد الله، لا تجعل بيني وبينك منعما، فليس تحمل علي بأحد إلا وأنت أكبر منه.
… وروي أن سفيان قال يومئذ: كيف أحدث، وقد مات خير الناس؟ وقال مهنى بن يحيى: قد رأيت ابن عيينة، ووكيعا، وبقية، وعبد الرزاق، وضمرة، والناس، ما رأيت رجلا أجمع من أحمد في علمه وزهده وورعه.
وذكر أشياء.
وقال نوح بن حبيب القومسي: سلمت على أحمد بن حنبل في سنة ثمان وتسعين ومائة بمسجد الخيف، وهو يفتي فتيا واسعة.
وعن شيخ أنه كان عنده كتاب بخط أحمد بن حنبل، فقال: كنا عند ابن عيينة سنة، ففقدت أحمد بن حنبل أياما، فدللت على موضعه، فجئت، فإذا هو في شبيه بكهف في جياد.
فقلت: سلام عليكم، أدخل؟ فقال: لا.
ثم قال: ادخل، فدخلت، وإذا عليه قطعة لبد خلق، فقلت: لم حجبتني؟ فقال: حتى استترت.
فقلت: ما شأنك؟ قال: سرقت ثيابي.
قال: فبادرت إلى منزلي، فجئته بمائة درهم، فعرضتها عليه، فامتنع، فقلت: قرضا، فأبى، حتى بلغت عشرين درهما، ويأبى.
فقمت، وقلت: ما يحل لك أن تقتل نفسك.
قال: ارجع، فرجعت، فقال: أليس قد سمعت معي من ابن عيينة؟ قلت: بلى.