وكان يقول: الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب، وإذا ذكرت الموت، هان علي كل أمر الدنيا.
إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس.
وإنها أيام قلائل.
ما أعدل بالفقر شيئا.
ولو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر.
وقال: أريد أن أكون في شعب بـ "مكة" حتى لا أعرف، قد بليت بالشهرة، إني أتمنى الموت صباحا ومساء.
قال المروذي: وذكر لأحمد أن رجلا يريد لقاءه، فقال: أليس قد كره بعضهم اللقاء يتزين لي وأتزين له.
وسئل عن القراءة بالألحان، فقال: هذه بدعة، لا تسمع.
ومن سيرته: قال الخلال: قلت لزهير بن صالح: هل رأيت جدك؟ قال: نعم.
مات وأنا في عشر سنين، كنا ندخل إليه في كل يوم جمعة أنا وأخواتي، وكان بيننا وبينه باب، وكان يكتب لكل واحد منا حبتين حبتين من فضة في رقعة إلى فامي يعامله.
وربما مررت به وهو قاعد في الشمس، وظهره مكشوف فيه أثر الضرب بين، وكان لي أخ أصغر مني اسمه علي، فأراد أبي أن يختنه، فاتخذ له طعاما كثيرا، ودعا قوما، فوجه إليه جدي: بلغني ما أحدثته لهذا، وأنك أسرفت، فابدأ بالفقراء والضعفاء.
فلما أن كان من الغد، حضر الحجَّام، وحضر أهلنا، جاء جدي حتى جلس عند الصبي، وأخرج صريرة، فدفعها إلى الحجَّام، وقام، فنظر الحجَّام في الصريرة، فإذا درهم واحد.