للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَبيُّ حُسنٍ أظلَّتْهُ ذَوَائِبُه … وقامَ في فَتْرَةِ الأجَفْانِ ناظِرُهُ

فَلوْ رَاتْ مُقْلَتا هَاروتَ آيتَه ال … كبرى لآمنَ بَعْد الكُفرِ سَاحِرهُ

قَامتْ أدِلةُ صُدْغَيْهِ لِعاشِقِهِ … عَلَى عَذُولٍ أتَى فيه يُناظرُهُ

خُذْ مِنْ زَمَانِك مَا أعْطَاكَ مُغتنمًا … وأنت نَاهٍ لهذا الدَّهرِ آمرُهُ

فالعمرُ كالكأس تُستَحْلى أوائِلُهُ … لكنَّهُ رُبَّمَا مُجَّتْ أواخِرُهُ

وَاجسُرْ على فُرَصِ اللذاتِ مُحْتقِرًا … عَظيمَ ذَنْبك إن اللهَ غافِرُهُ

فليْس يُخْذَلُ في يَوم الحساب فَتىً … والنَّاصِرُ ابنُ رسول اللهِ نَاصِرُهُ

هكذا فليكن الشعر، وبمثله فليفتخر المادح، ويطرب الممدوح، ويعذر في إيراده الأديب المؤرّخ.

ومن شعر صاحب الترجمة، قوله في قالب الطين:

مَا آكلٌ في فَمينِ … يَغُوطُ مِن مَخْرَجَيْنِ

مُغْري بقَبْضٍ وَبَسْطٍ … وَمَا لَهُ مِنْ يَدَيْنِ

ويقْطَعُ الأرْضَ عَدْوًا … مِن غيرِ مَا قَدَمَيْنِ

وله أيضًا من أبيات:

أيُها الطَّرْفُ لَاتَ حينَ مَناص … فابْكِ عَهْدَ الوِصَالِ إنْ كنت تبكي

وارْم نَحوَ الحسناء لحْظَك تَحْظى … من سَنا ذلك اليَقين بشَكِّ

وإذا أختُها الغزالةُ قالتْ … هِىَ مِثْلِي فقُل وأحَسْنُ مِنْكِ

وكانتْ وفاته سنة تسع وثلاثين وسبعمائة، عن نحو خمسين سنة. رحمه الله تعالى.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>