سنّه، وكان قرأ طرفا من "المشكاة"، و "صحيح البخاري"، و"شمائل الترمذي"، و"المدارك"، ومن علم الفقه "شرح الوقاية"، و"الهداية" بتمامهما، إلا طرفا يسيرا، ومن أصول الفقه "الحسامي"، وطرفا صالحا من "التوضيح"، و"التلويح"، ومن المنطق "شرح الشمسية"، وقسما من "شرح المطالع"، ومن الكلام "شرح العقائد"، وجمله من "الخيالي"، و"شرح المواقف"، ومن التصوّف قطعة من "العوارف"، ومن الطبّ "موجز القانون"، ومن الحكمة "شرح هداية الحكمة"، ومن المعاني "المختصر"، و"المطوّل"، وبعض الرسائل في الهيئة والحساب إلى غير ذلك، وكلّها على أبيه.
وكان يختلف في أثناء الدرس إلى إمام الحديث في زمانه الشيخ محمد أفضل السيالكوتي، فانتفع به في الحديث، واشتغل بالدرس نحوا من اثنتي عشرة سنة، وحصل له الفتح العظيم في التوحيد والجانب الواسع في السلوك، ونزل على قلبه العلوم الوجدانية فوجا فوجا، وخاض في بحار المذاهب الأربعة، وأصول فقههم خوضا بليغا، ونظر في الأحاديث، التي هي متمسّكاتهم في الأحكام، وارتضى من بينها بإمداد النور الغيبي طريق الفقهاء المحدّثين، واشتاق إلى زيارة الحرمين الشريفين، فرحل إليها سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف، ومعه خاله الشيخ عبيد الله البارهوي وابن خاله محمد عاشق، وغيرهما من أصحابه، فأقام بالحرمين عامي ن كاملين، وصحب علماء الحرمين صحبة شريفة، وتلمّذ على الشيخ أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكُرْدي المدني في المدينة المنوّرة، فتلقّى منه جميع "صحيح البخاري"، ما بين قراءة وسماع، وشيئا من "صحيح مسلم"، و"جامع الترمذي"، و "سنن أبي داود"، و"سنن ابن ماجه"، و "موطأ الإمام مالك"، و "مسند الإمام أحمد"، و"الرسالة" للشافعي، و "الجامع الكبير"، وسمع منه "مسند الحافظ